يبدو أنّ الأمور وسط المنتخب الأولمبي هذه الأيام مع الظروف الطبيعية التي وجدها زملاء شعلالي هنا في تربصهم الإعدادي في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا جعلتهم يقلقون كثيرا من عدم تأقلمهم معها خاصة الرطوبة العالية
التي تميز المنطقة، إلا أنّ النقطة الإيجابية التي يجب ذكرها هي السياسة السليمة التي تنتهجها "الفاف" مع أشبال عز الدين آيت جودي، حيث وفّرت لهم لحد الآن كامل ظروف الراحة والتحضير الجيد لمباراة العودة أمام زامبيا، ووضعت الفريق في ظروف جيدة سواء من حيث الإيواء أو الإطعام لتكون الإستعدادات جيدة ويشرّفنا الأولمبيون أمام زامبيا ويعودوا إلى الجزائر وفي يدهم تأشيرة التأهل إلى أولمبياد لندن 2012.
"الفاف" وضعت الأولمبيين في نفس ظروف زملاء بوڤرة
وبما أنّ المنتخب الوطني الأول كان سبّاقا لخوض تجربة التنقل إلى زامبيا وعسكر لعدة أيام في جنوب أفريقيا ليتعوّد على الظروف المناخية هناك، فإن هيئة محمد روراوة فكرت بطريقة جيدة في أشبال آيت جودي حيث حجزت لهم في الفندق نفسه الذي نزل فيه زملاء بوڤرة بجنوب أفريقيا حينما كانوا يستعدون للقاء زامبيا ووفرت أيضا ظروف الراحة والعمل للمنتخب الأولمبي، وهذا تأكيد على رغبة القائمين على المنتخب الوطني في تطبيق المساواة بين كامل الفئات التي تمثل الألوان الوطنية والجزائر في المحافل الدولية.
"أولمبياد 2012" لا يقل أهمية عن المونديال وكأس أفريقيا
ومن بين الأسباب التي دفعت روراوة إلى توفير كل سبل النجاح للأولمبيين أنّ المنافسة التي سيشارك فيها هذا الفريق ليست صغيرة أو ودية بل هي أيضا كبيرة وذات سمعة عالمية، نعني بها "أولمبياد 2012" الذي سيجري في العاصمة الإنجليزية لندن، وهي الدورة التي لا تقل أهمية عن كأس العالم وأيضا على كأس أفريقيا، وبناء عليه فإنّ الوقوف وتوفير كامل سبل النجاح لمن يدافع عن الألوان الوطنية ويمثّل الجزائر في أكبر المحافل الدولية لا يريد القائمون على الكرة في بلادنا أن يفوّتونه دون تأكيد رعايتهم وحرصهم الشديد على مساعدة الأولمبيين.
آيت جودي وضع برنامج عمل جيد لعناصره
ومادام المدرب عز الدين آيت جودي صاحب الخبرة والتجربة هو اليوم على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأولمبي فإنه يدرك جيدا ما هي الأمور التي تنتظره في لقاء العودة أمام منتخب قوي وكبير كالمنتخب الزامبي ويعرف جيدا أنّ المناخ الذي سيجري فيه لقاء العودة يناسب المحليين كثيرا، ولهذا السبب وضع برنامج عمل مكثف للاعبيه قصد التحضير الجيد للقاء العودة وعدم ترك أي مجال للمفاجأة.
التنقل عشرة أيام قبل اللقاء يكشف حنكته
والأهم في كل هذا أننا حينما نذكر مدة التربص الإعدادي الذي يسبق لقاء العودة أمام زامبيا ويمتد إلى عشرة أيام في جنوب أفريقيا التي تتشابه أجواؤها المناخية إلى حد بعيد مع تلك الموجودة في زامبيا، فإننا ندرك أنّ المدرب عز الدين آيت جودي صاحب حنكة وخبرة لأنه كان صاحب المبادرة بتقديم طلب إلى "الفاف" ببرمجة رحلة المنتخب الأولمبي إلى جنوب أفريقيا للتحضير والتأقلم مع المناخ قبل لعب لقاء العودة.
اللاعبون شعروا بالرطوبة العالية وبصعوبة في التنفس من اليوم الثاني
وبما أنّ آيت جودي درس ظروف التحضير بطريقة احترافية وجيدة فإنه كان يعرف أنّ عناصره ستشتكي من الرطوبة العالية وصعوبة التنفس من اليوم الأول الذي ستباشر فيه تحضيراتها، بدليل أنّ اللاعبين ونحن نتحدث معهم هنا في جوهانسبورغ شعرنا بأنهم وجدوا صعوبة في التنفس لأن الارتفاع عن مستوى سطح البحر كبير وهذا ما يخلف صعوبة في التنفس ناهيك عن الرطوبة كما ذكرنا، وهذا ما وقف عليه اللاعبون في اليوم الثاني الذي وصلوا فيه إلى بلاد "البفانا بفانا".
شعلالي: "بعد عشر دقائق من التدرب شعرت بالاختناق"
وفي هذا السياق قال قائد التشكيلة الوطنية محمد شعلالي إنه شعر بضيق في التنفس من اليوم الأول وصرّح: "بعد دقيقتين فقط شعرت بالاختناق إلى درجة أنني لم أستطع التنفس، وهذا دليل على الرطوبة العالية والارتفاع على مستوى سطح البحر مثلما قيل لي في السابق، وعلى كل حال علينا أن نتعوّد على مثل هذه الأمور".
مصفار: "أشعر في بعض الأحيان بأنني سأختنق"
من جهته قال المهاجم مصفار عن الظروف المناخية هنا في جوهانسبورغ: "وجدت صعوبات كبيرة في التأقلم مع الظروف المناخية هنا لأني أجد صعوبات كبيرة في التنفس إلى درجة أنني أشعر في بعض الأحيان أنني سأختنق نظرا كما قلت لصعوبة التنفس".
تصريحات اللاعبين توضّح صعوبة المهمة
وتأتي تصريحات شعلالي ومصفار لتؤكد أنّ مهمة الأولمبيين لن تكون سهلة في اللقاء الذي ينتظرهم أمام زامبيا يوم 19 جوان الجاري بدليلّ أن أكبر ما يخشاه اللاعبون هو عدم التعوّد على الظروف المناخية، لكن مادام القائمون على المنتخب يعرفون هذا الأمر جيد وأرسلوا الأولمبيين لإجراء تربص في جنوب أفريقيا لمدة عشرة أيام فإنهم على دراية تامة بأنّ المشكل الأكبر الذي سيلاقونه في مباراة العودة هي الرطوبة، لهذا كان التنسيق جيدا بين المدرب الوطني والقائمين على الكرة، وبناء عليه فإنّ الأيام القادمة ستكون مفيدة جدا لزملاء الحارس سليماني ليتعوّدوا أكثر على الأجواء والمناخ قبل السفر بعدها إلى زامبيا.
آيت جودي: "هدفنا من التربص السماح للاعبين بالتأقلم مع المناخ بشكل سريع"
ومن جهته يأمل المدرب الوطني عز الدين آيت جودي أن ينجح عناصره في التأقلم مع الظروف هنا في جنوب أفريقيا، حيث صرّح قائلا: "أعرف جيدا أنّ اللاعبين سيعانون مع بداية التربص لأنه ليس من السهل أن تتأقلم بشكل سريع وفي ظرف قياسي مع الأجواء المناخية هنا، لكن الهدف الأساسي من التربص هو التأقلم مع المناخ والرطوبة العالية لأننا سنجد ظروفا مشابهة في زامبيا، وهذا معناه أنه يتعيّن على عناصرنا التعوّد والتأقلم مع الظروف وأنا واثق من أنهم سيتأقلمون سريعا".