عندما يوكل الامر لغير أهله فقل على الدنيا سلاماً.. تنقلب الموازين و يصبح الحق باطلا و الباطل حقاً .. عندما يوكل الامر لغير اهله خرّبت مدن و هدّمت صوامع ...عندما يوكل الامر لغير أهله اصبر على الظلم و أجرك على الله , و أنت ترى الحقوق تسلب باسم المجاملات و المحاباة و الصداقة و حسب الاهواء و النزوات و ضحية تصفية حسابات ....فما عليك الا أن تستسلم و تذعن للواقع و ما فرضته الايام و ما فرضته عليك تلك الشلّـة الموكل لها أمرك فما بيدك حيلة بما ان الامر موكل لغير أهله ...فاصبر او ارحل .
لكي نفهم ما يدور في فلك منظومتنا الرياضية الكروية و لنعرف سبب فسادها و انحلالها علينا أن نحلل عينة من المجتمع موكل اليها امر الناس فنضعها تحت المجهر و نحصي عدد الفيروسات الضارة في تلك الشريحة و نضرب العدد في x لنعرف مستوى المرض المستفحل الذي ينخر جسد كرتنا المحلية و الرياضة بشكل عام ...و لنا في العالم الافتراضي و المنتديات افضل مثال و لم يخطئ من قال ان العالم الافتراضي يعكس وجه المجتمع و الواقع المعاش , سوف نجد نفس الذهنيات لأنها نتاج المجتمع ( خاصة العقلية الجزائرية و تذكر معي لما تدخل اي ادارة و تحس بذلك الانطباع : ...البيروقراطية و المعريفة و سياسة الكيل بمكيالين ) و اكيد نفس العقول القاصرة في واقعنا هي من تسود ( فهي الاغلبية مثل حال واقعنا الرياضي ) و الرشيد منهم اما ان يقدم استقالته نصرة لحق مظلوم او لكلمة حق او يبقى في اضعف ايمانه و يركن على الرف لا يحرك ساكنا لأنه لا يستطيع السباحة عكس التيار , فعبث ان يصبح البحر زلالا بقطرة من ماء عذب , فما عليك الا ان تصبر و تحتسب ( كما هو واقعنا الرياضي ) و أنت ترى الظلم و المحسوبية و المحاباة و تصفية حسابات و( شواكرة ) لها من يسندها و كل ما تقوله منزّل و البقية تهمّش , و كل من كان يتشدق بالقول و يقول افعل و افعل , ما ان يصل الى كرسي المسؤولية فينسى نفسه و يبقى يتقمص نفس الشخصية و يهمل دوره و ينسى انه في خدمة البقية لا لخدمة مصالحه الشخصية و فك عقده " الملفاوية " فتركبه العلياء و يحاول ان يعلو فوق الرقاب فيقطع الطريق على من كان يعتبره عدو او منافس او معارض ... فيرى في كلامه الشوك و يعمى ان يرى فوقه الاكليلَ..و يزكي من يكون على هواه و من يسير على خطاه او ( يتهلى ) في من يعتبره صديق , طبعاً من كان يدغدغ احاسيسه بالمدح سابقا او الشيتة بعد ان عيّن و هلم جر من المعارف و الاصدقاء فالاقربون اولى بالمعروف !! فيسير في فلكهم المطبّلون و المهللون فتكبر تلك الشريحة و يزداد الفساد الفكري كما هو الفساد الكروي تحت رعاية القطب الواحد الاوحد , فكيف لنا ان نقدم شيئا و نوصل فكرة جديدة و نغرسها مثل البذرة الجديدة و هي وسط الاعشاب الضارة و ( الخبّيز ) التي تحاصرها مثلما تـُحاصر المواهب و الكفاءات في شتى المجالات و تُقطع عنها السبل للوصول و تفتح الابواب و الحوافز للبقية التابعة لولائهم و من تسير في فلكهم حتى الركيك منها . فكم من قلم دفن او هجر و كم من صوت خرس كما هو حال مواهبنا الرياضية فراح ضحية بن عميس و ضحية من اوكلت اليهم الامور و هم ليسو بأهل لها.
فلذلك آثرت الرحيلَ على ان اعيش ذليلا ...مثل اي جزائري او رياضي او صحفي شريف لا يحب التملق و الزيف , فليس من طبعي أن احمل شيتة بدل القلم لأصل او بندقية بدل غصن الزيتون لكي آخذ حق او باطل , فأنا بطبعي مسالم و محب مثلي مثل اي جزائري بسيط اعفو عن من ظلم و لا اضع له ابدا السم في العسل و ...مهما حصل . سوف اهجر ملاعبكم النتنة ... مبارياتكم المملة ...و حصصكم الرياضية المقيتة و حتى منتدياتكم الرياضية , لأنها لا تستحق ان احترق من اجلها كالشمعة و أضحي بوقتي و جهدي , فأهجرها هجران جميل الى حين ان تولى الامور الى اهلها , ربما بعدها تكون لنا نافذة امل لغد مشرق ....سوف اخلد الى سبات فكري طويل ابقى في خلوتي مع نفسي , سبات شتوي حتى فصل الربيع و الى ان يمضي فصل الشتاء المتجمد تجمد بعض العقول و البارد برودة بعض القلوب......فما فائدة البقاء و النفخ في البالون المثقوب و ما فائدة ما نقوله و نكتبه او ما نطالب به حتى !! نفس العقليات المتحجرة أينما ذهبت او حللت في الواقع المعاش كما الافتراضي. ...فلن نسمع حيا يتعمد الصمم و لن نتقدم و لو خطوة في حياتنا اليومية او تتقدم كرتنا المحلية او حتى منتدياتنا الافتراضية اذا ما اوكلت الامور لغير أهلها .