يحكى أن حاكما متسلطا .. متجبرا دكتاتورا .. أصيب بمرض في الكليتين ..
واستدعى الأمر .. أن يزرع كلية ... ليتمكن من العيش ..
... لأجل ذلك كان لا بد أن يتبرع له أحد ما .. بإحدى كليتيه .. أذيع الأمر في التلفاز .. والراديو
وفي الصحف والمجلات .. خرج الشعب المقهور إلى الشارع هاتفا رغما عنه
وبضغط الأجهزة الإستخبارية .. بالروح بالدم .. نفديك يا زعيم
والكل يعلم مابينه وبين نفسه .. أنه ينافق ويكذب
وقف الحاكم في شرفة قصره .. بين حراسه وحمايته .. وأركان نظامه ... يلوح بيديه للشعب .. ثم خاطبهم قائلا .. أعلم أنكم تفدونني كلكم بأرواحكم .. لذلك ..
لن أعطي شرف منحي الكلية من أحدكم فأفضله على الآخر ..
والحل .. أني سأرمي ريشة طائر من شرفتي هذه .. فمن تقع عليه الريشة ..
سآخذ منه الكلية ..
وبالفعل رمى الحاكم الريشة ... وحلقت في الهواء ..
بدأ الشعب هنا بالهتاف : بالروح بالدم نفديك يازعيم .. لكن الهتاف اختلف هنا ..
فمع كل كلمة وكلمة .. كانت نفخاتهم تشتد ... بحيث أن الريشة بقيت معلقة في الهواء .. ولم تسقط على أحد ...
فمن / المنافق .. الشعب أم الحاكم ؟
من يستغبي الآخر