ستكون أنظار أنصار الوفاق موجهة أمسية اليوم إلى قاعة الحفلات التابعة لحديقة التسلية التي ستحتضن بدءا من الساعة الرابعة أشغال الجمعية العامة التي سيعلن في نهايتها الرئيس سرّار عن استقالته.
وإذا كان النقطة الرئيسية لجدول الأعمال الخاص بالجمعية العامة العادية هي مناقشة مصاريف ومداخيل موسم (2009-2010) أين كانت المصاريف 63 مليار والمداخيل 62 مليار وفق أهم الأرقام التي ذكرناها في عدد الخميس الماضي، فإن هذه الأرقام لم تعد بالأهمية القصوى لدى الأنصار ومحيط الفريق بقدر اهتمامهم بقرار سرّار بالاستقالة الذي حوّل الجمعية العامة العادية إلى جمعية عامة غير عادية.
ويبقى المشكل الرئيسي في قرار سرّار تقديم استقالته في الجمعية العامة العادية العراقيل الكبيرة التي وجدها الوفاق في الحصول على عقد ملكية مقريه الحاليين، سواء من طرف البلدية بخصوص مقر بومرشي أو من طرف الغرفة التجارية من أجل القيام بالدراسة على مستوى مقر مركز التكوين، بعد أن حصل الوفاق على موافقة الوالي بخصوص المقرين.
وكانت بلدية سطيف قد تلقت من إدارة وفاق سطيف 3 طلبات من أجل الحصول على عقد ملكية مقر بومرشي، الأول كان بتاريخ 2 جانفي والثاني بتاريخ 25 والثالث بتاريخ 28 من الشهر نفسه، وكان الطلبان الأولان من طرف الشركة التجاربة "بلاك إيڤلز"، لكن أعضاء البلدية أجابوا بأنه الأفضل أن يقدّم الطلب باسم وفاق سطيف ورغم قيام إدارة الفريق بتقديم الطلب في المرة الأخيرة باسم وفاق سطيف إلا أن البلدية لم تجتمع ولم تداول.
وكان من المفترض أن يقوم أعضاء المجلس الشعبي البلدي لسطيف بمداولة استثنائية في الأيام الأخيرة من أجل التنازل عن مقر بومرشي الحالي على اعتبار أن الوفاق يستغله بموجب عقد كراء لمدة 99 سنة، لكن رغم قيمة المشروع الذي قدّمته إدارة الوفاق إلا أن بلدية سطيف لم تداول.
وفي المقابل اجتمع أعضاء المجلس الشعبي لبلدية سطيف بصفة استثنائية في الفترة الأخيرة فقط وقاموا بالمصادقة على منح المسبح البلدي ودار الحضانة الموجودتان على مستوى حديقة التسلية لأحد الخواص، رغم أن المشروع ليس استعجاليا، في حين أنها لم تداول لما تعلق الأمر بوفاق سطيف رغم إنجازاته وتشريفه لمسؤولي بلدية سطيف أنفسهم.
وما حزّ في نفس سرّار أكثر في القضية أن أعضاء البلدية لم يكتفوا فقط بعدم تمرير المداولة للمصادقة أو الرفض بل أن أحد المنتخبين أقسم أن المداولة لن تمر مادام سرّار رئيس للوفاق، وهو ما جعل سرّار بعد سماعه هذا الكلام يقرر الاستقالة طالما أن المشكل فيه وأن البلدية تفضل تمرير مداولة أحد الخواص بصفة مستعجلة على تمرير مداولة تخص وفاق سطيف، رغم أن المشروع إضافة إلى مداخليه المالية للوفاق وضمانه للتمويل الذاتي سيخلق أكثر من 400 منصب شغل مؤقت.
والأكثر من ذلك أن إدارة وفاق سطيف أبدت استعدادها لشراء المقر الحالي وفق تسعيرة العقار عند الدولة، أين تكون تكلفة المقر الحالي حوالي 7 مليارات سنتيم وهي التكلفة التي أبدت إدارة الوفاق النية لتسديدها على فترات.
وإذا كانت الأغلبية غير المطلعة على الوضع ترى أن القرار سيكون للوالي فإن إدارة الوفاق ترى أن الوالي الحالي قدم كل التسهيلات كما منح موافقته على مرور المداولة الخاصة ببومرشي، وكذا موافقته الخاصة بالطابق الموجود أسفل مركز التكوين والذي تشغله الغرفة التجارية، والعراقيل التي تأتي في الوقت الحالي ضد الوفاق هي أيضا في الأصل كسر لكلمة الوالي بطريقة غير مباشرة.
وإذا كانت بلدية سطيف قد وقفت في وجه المشروع الاستثماري للوفاق رغم أنه من المفترض أن تساهم فيه فإنها تبيّن أننا أبعد من أن نتحدث عن الاحتراف الرياضي، لأنه لو قارنا مثلا بلدية سطيف بالبلديات في الدول التي تملك احترافا حقيقيا نجد الكثير من البلديات مساهمة في الشركات التجارية وتملك نصيبا في رأس مال الشركات مثل بلدية مرسيليا التي تملك 37 % من أسهم أولمبيك مرسيليا وبلدية بوردو التي تملك 25 % من أسهم نادي بوردو والأمثلة كثيرة ومتعددة.
وكانت بلدية سطيف قادرة على القيام بمداولة لمنح التنازل للوفاق عن مقر بومرشي الحالي مع إلزامه بدفتر شروط من الناحية التقنية يتضمن متابعة المشروع وذهاب قطعة الأرض نحو الوجهة التي تم التنازل عليها بسببها وهي القيام بمشروع ترقية عقارية ذات فائدة تجارية لوفاق سطيف، وتملك البلدية من اللجان التقنية المختصة ما يسمح لها بمراقبة المشروع يوميا.
ولأن مديرية الشباب والرياضة معنية بصفة مباشرة بما سيحصل في بيت الوفاق في الساعات القادمة وتأثير ذلك سلبا أو إيجابا عليه، فقد اتصل مدير "الديجياس" طارق كرّاش هاتفيا بـ سرّار أول أمس السبت وطلب منه التريث وعدم تقديم الاستقالة في جمعية اليوم لأنه سيكون هناك جديد في القريب العاجل
لكن سرّار أجاب مدير الشباب والرياضة بأنه وصل إلى القناعة بأن يستقيل في الجمعية العامة العادية وعندما يكون هناك الجديد فلا يوجد أي مشكل لديه في العودة لرئاسة الفريق، وقال بالحرف الواحد لمحدثه: "أنا مستقيل هذا الاثنين، وكي يكون الجديد عيطولي".
وتزامنت استقالة سرّار مع عودة المناجير العام السابق للوفاق وللفريق الوطني وليد صادي إلى سطيف من سفرية كانت قد قادته إلى إحدى الدول الأوروبية، وهي العودة التي كانت أمسية الجمعة وفور علمه بما حصل من مستجدات في البيت السطايفي قام أمسية السبت بالاتصال هاتفيا برئيس الوفاق سرّار لاستفساره عما يحصل.
سرّار قال له: "من المفترض اللاعبين يخافون مني وليس أنا من أخاف لقاءهم"
وشرح سرّار الوضعية بدقة لـ وليد صادي وأكد له أن الأمر كارثي خاصة أن الوفاق كان يعوّل كثيرا على المشروع الاستثماري للخروج من الأزمة، ورغم أنه لم يطلب أموالا بل طلب تسهيلات ووثائق عقار من أجل التمويل الذاتي إلا أنه تتم عرقلته، وأضاف له سرّار أنه كرئيس أصبح يحس بالنقص اتجاه لاعبيه لأنه من المفترض أنّ اللاعبين هم من يتفادون لقاء رئيسهم، لكن في ظل الوضعية المالية الحالية لم يعد قادرا على الذهاب إليهم.
وأضاف سرّار في مكالمته مع صادي أنه أصبح غير قادر حتى على الذهاب إلى الملعب من أجل مشاهدة الحصة التدريبية وحتى المواجهات الودية حتى يتفادى استفسار اللاعبين عن موعد تلقي مستحقاتهم، كما أصبح حتى يحشم من لقاء شبان مركز التكوين ولم يقدر حتى على تهنئتهم بالتأهل في كأس الجمهورية في كل الأصناف.
وفي حديث معه أمس بعد أن فهم من سرّار الوضعية أكد المناجير العام السابق للوفاق وليد صادي أن لـ سرّار الحق في كل ما قاله له لأن الوضعية فعلا كارثية ولم يجد التجاوب التام من المحيط والسلطات، والأكثر من ذلك أكد صادي أن الوفاق بحاجة إلى لجنة إنقاذ في الفترة الحالية.
صادي: "سرّار الوحيد القادر على جلب ألقاب أخرى، ولجنة الإنقاذ للتحدث مع السلطات والمقاولين"
وأضاف صادي أن الهدف الرئيسي الذي طلب من خلاله إنشاء لجنة إنقاذ في الفترة الحالية أن تكون هذه اللجنة وراء التنقل إلى مختلف السلطات المختصة من أجل مساعدة الوفاق، وأيضا مع مختلف المقاولين ورجال الأعمال وإقناعهم بتمويل الوفاق.
وأكد صادي أنه يجب الحفاظ على ما تم إنجازه في المرحلة السابقة وإذا تحتم الأمر أن نقدم الاعتذار لمن "غاضو الحال" من كلام سرّار في الإذاعة، المهم حسب وليد صادي أن يتعاون الجميع لمساعدة الوفاق في هذه المرحلة بالذات.
وفي انتظار مستجدات أمسية اليوم فإن سرّار يتعرض في الساعات الأخيرة لضغط رهيب من قبل السلطات والأنصار لتغيير رأيه، وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم يتراجع عن موقفه لأنه يريد الملموس أولا.
لجنة الأنصار تنتظر رد الولاية
بعد المراسلة التي قدمتها لجنة أنصار الوفاق لوالي سطيف من أجل شرح الوضعية، ما زالت تنتظر رد الولاية بخصوص النقاط التي طرحتها في المراسلة.... وسرّار لمح لوجود مؤشرات إيجابية
وعندما استفسرنا سرّار مساء أمس عن مستجدات الوضع قال إنّ هناك مؤشرات إيجابية في الأفق رافضا إعطاء أي تفاصيل، وبذلك تبقى الجمعية العامة لأمسية اليوم مفتوحة على كل الاحتمالات.