تحيات ربيعية عطرة
نصائح غذائية للمقبلين على الزواج
سوء التغذية ونقص وزن الفتاة لا يؤهلها للحمل السليم
نصائح غذائية للمقبلين على الزواج
الزواج سنة الله في خلقه وطريق الفطرة لإعمار هذا الكون وحفظ النسل الذي هو احد مقاصد الشرع. وهو بداية تكوين الاسرة بالطريقة التي ارادها الله عز وجل. والزوج في الاسرة مكلف بالانفاق وتأمين القوت والعناية بصحة جميع افراد الاسرة، والمرأة هي الحاضنة للأطفال المتكلفة برعايتهم وتغذيتهم وتربيتهم.
والتغذية السليمة المتوازية ضرورية لكل فرد من أفراد المجتمع، وبها تتحقق صحة البدن وبصحة البدن تتحقق الصحة العقلية والنفسية، كما ان صحة البدن ضرورية لصحة الدين والقيام بتكاليف الشرع.
وبما ان المقبلين على الزواج جزء من المجتمع فان تغذيتهم الصحية جزء من التغذية الصحية للمجتمع، الا انهم يتميزون بأنهم مقبلون على فترة انجاب، ولذا لابد من الاشارة الى أهمية التغذية في هذه الفترة من حياة كل شاب وفتاة.
ينبغي اولاً ان يدرك كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج أهمية التغذية المتوازية وتنويع الوجبات والاطعمة من خلال الثقافة التغذوية. فقد قسم علماء التغذية الأطعمة الى اربع مجموعات واشترطوا أن يحتوي الغذاء على أطعمة تمثل كلاً منها.
كما يجب الإلمام باحتياجات الجسم من العناصر الغذائية وفهم أهمية كل منها. فالبروتينات ضرورية للحمل السوي وتكوين الانسجة المرافقة له، والفيتامينات ضرورية لتمثيل الطاقة والقيام بوظائف الجسم، والمعادن هامة لتكوين الدم وتعويض المفقود منه.
لذا كانت أول نصيحة للزوجين قبل الزواج وتكوين الاسرة الإلمام بقواعد التغذية وبخاصة اذا كانا لا يعرفانها مسبقاً، فينبغي للفتاة قبل الزواج والحمل ان يكون جسمها لائقاً صحياً وألا تعاني من نواقص غذائية، فنقص العناصر الغذائية وسوء التغذية الناتجة عنه، وكذلك نقص الوزن، عند الفتاة لا يؤهلانها للحمل السليم دون معاناة. وقد يجعلها ذلك عرضة للاجهاض وولادة طفل غير مكتمل. كما يحدث عند الطفل المولود لأم سيئة التغذية أمراض متعددة من أمراض النقص الغذائي.
كما أن الوضع التغذوي الجيد ضروري للرجل أيضاً، فهناك بعض حالات العقم المؤقت والضعف الحبي تنتج عن المجاعة وسوء التغذية، وهي حالات نادرة، ولكنها قد تحدث، فمثلاً نقص الطاقة الغذائية ونقص فيتامين (أ) ونقص الزنك قد تؤدي الى مثل هذه الحالات.
وهنا تجدر الاشارة ان بعض الفتيات اللواتي يكن حساسات لأشكالهن وحريصات على عدم الظهور بالسمنة يكن عرضة للتأثر بالصرعات الغذائية الخاطئة، فاذا كانت الفتاة تعاني من ذلك، فانها تتعرض لمشاكل غذائية وصحية كثيرة اثناء الحمل وبعده.
كما أن السمنة وهي شكل آخر من أشكال سوء التغذية أمر لا ينصح به، فهو مخاطرة عند الحمل بالاضافة الى تدخله بالرشاقة وربما الجاذبية.
فالبدينات أكثر عرضة لمخاطر الحمل والولادة من سواهن. وصدق الله العظيم اذ يقول «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».
اذاً، فالذي ينصح به هو وزن معتدل متناسب مع الطول، وتغذية متنوعة ومتوازية لا إسراف فيها ولا تقتير، بحيث تشمل الوجبات على أطعمة تمثل الخضروات والفواكه والاغذية البروتينية من بقول ولحوم وبيض واغذية مشتقة من منتجات الألبان، وأغذية غنية بالطاقة والفيتامينات كالخبز والمواد النشوية الاخرى دون اسراف بالسكريات البسيطة والدهون.
ولابد هنا من الاشارة أيضاً الى أهمية ثقافة الزوجين حول الحمل وما ينتج عنه من تغييرات في المرأة. فالحمل ترافقه زيادة في الوزن ضرورية لاستمرار الحمل وصحة الجنين. كما ان الاحتياجات الغذائية للحامل تزداد بسبب الحمل وزيادة الانسجة المرافقة له. فيجب اذاً ان تفهم الحامل ان زيادة الوزن في هذه المرحلة امر طبيعي وانه مؤقت اذ يعود وزن الجسم الى ما كان عليه سابقاً قبل الحمل ونتيجة لإرضاع الطفل. اذن لابد ان تتذكر الفتاة المقبلة على الزواج أن:
1- احتياجات الجسم من الطاقة والعناصر الغذائية تزداد أثناء الحمل.
2- الوزن الزائد في اثناء الحمل امر مؤقت.
3- الرضاعة الطبيعية «ارضاع الطفل من أمه» هي الطريقة المثلى والصحية لكل من الام والطفل.
4- الاحتياجات الغذائية اثناء الحمل تكون اكثر في النساء صغيرات السن المتزوجات بسن مبكرة لان اجسامهن تكون في مرحلة نمو.
خلاصة القول، ان التغذية المتوازية والإلمام بها من قبل المقبلين على الزواج وخاصة الفتيات امر ضروري لأسرة سعيدة لا تعاني من الامراض والعوز الغذائي وللاطفال صحيحي الجسم سليمي العقل