خذني يا موت لارتاح قد تعبت

أيتها النفس المتعذبة بجروح الزمان
أيتها النفس الراضخة تحت وطأة الأحزان
أيتها النفس الذائقة لطعم المر والحرمان
متى ترتاحين ؟ أو متى تشفين؟
في هذا الزمان الذي لم يعد لك فيه قرين
متى تنسين جروحك ومتى عن العذاب تتوقفين
متى تمضين قدما والنسيان تقررين
نسيان كل هذا الظلام كل الاخطاء والعصيان
هل وجدت في اقرانك الراحة؟
ام وجدت في أحبابك الشفقة ؟
أو ربما في أعدائك الثقة
لم ياايتها النفس تعيشين بين الاغراب ؟
لم ياايتها النفس تموتين بالحياة؟
لم ياايتها النفس لا ترين الجمال؟
لاتذوقين الا الاحزان ولا تقدرين الا على الطاعة والاذعان
اذا كان في موتك راحة فلماذا لا ترحلين؟
اذا كان في رحيلكي عظمة فلماذا تبقين؟
هل خوفا تبقين؟ هل جبنا ورعبا ترتجفين؟
امن الموت اللطيف الذي ياخذ روحكي الى ماوراء الافاق ؟
الذي به تبتعدين عن هموم كل البشر
الذي به تحيين حرة بعد ان كنت سجينة في سجن الحياة
بعد ان كنت عبدة لتلك العجوز الشمطاء
لماذا من هذا الملاك تخافين؟ ترتجفين وترتعبين
ياموت تعال وخذني خذني بعيدا عن هذا المكان
خذني لأرتاح ويرتاح العالم مني
خذني لا اريد البقاء خذني لا اريد العيش بعد الأن
يئست من كون ان الحياة ستتغير
وانني يوما ما سأفرح وانظر للحياة نظرة متفائل
يظن ان الحياة احلى واعذب من المطر
وانقى واطهر من الثلج الابيض
ارجوك ياموت رجاء لاينقطع
ان تأتي وتضع لحكايتي نهاية
ان تأتي وتأخذ روحي لينتهي الصراع وتنتهي الرواية
رواية حرب بين الواقع المرير وبين المشاعر السامية
يكون الموت فيها بطل الابطال على تلك الخشبه
يكون فيها اجمل ملاك على وجه الارض الخادعه
يكون فيها المنقذ الاسمى من بين كل البشر الظالمه
تعال ياموت لن اخاف بعد الان
تعال وخذ روحي خذها معك للاوطان
لوطني الحقيقي الذي فيه اذوق الفرح والانعام
تعال ولا تتخلى عني كما فعل كل البشر معي
تعال ولن اتراجع عن كل ماقلته عنك
تعال فأنا انتظرك يامنقذي المرتجى

تحياتي وودي الهام
تذكروني عندما ترسل الشمس خيوطها الذهبية الى بقاع الارض