إذا كان اليوم هو الأخير للفريق الوطني للمحليين في السودان
فإنه واحد من أواخر أيام الهدوء في بيت وفاق سطيف على أساس أن عودة لاعبي الوفاق الذين كانوا مع المنتخب المحلي في السودان ستزامن مع موعد المستحقات المالية للاعبين.
حمّار حضر البرنامج ولكنه مازال يفكر
وكان رئيس الفرع في الحكومة المستقيلة حسان حمّار، الاسم الوحيد من بين أعضاء الجمعية العامة الذي أعلن ترشحه الجدي من أجل رئاسة الفريق خلافة لسرّار. ورغم أن حمّار حضر كل ما له علاقة بالترشح وفي مقدمة ذلك البرنامج، إلا أنه لم يقرر بعد تقديم ملفه بصفة رسمية.
يعرف الوضعية أكثر من البقية وأسباب ذهاب سرّار
ويعود تردد حمّار في تقديم ملفه إلى الجمعية العامة الانتخابية، إلى أنه يعرف جيدا الوضعية الحالية في الفريق وربما أكثر من غيره. لأنه كان أمين سرّار على امتداد السنوات الماضية، ويعرف "القدرة" وما فيها كما يقال. وبالتالي فهو يعرف الأسباب الحقيقية لذهاب سرّار، بحكم الوضعية المالية الصعبة.
الوضع لا يبشر بالخير من الناحية المالية
ويبقى الوضع لا يبشر تماما بالخير من الناحية المالية، وهذا هو بيت القصيد الذي جعل سرّار ينسحب. كما تتجه الأمور نحو تراجع حمّار عن تقديم ملف ترشحه بالنظر إلى أن الوضعية المعقدة جدا، والفريق مرهون جدا من الناحية المالية.
حمّار خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء
وأمام هذه الوضعية، ورغم أن حمّار لم يعلن بصفة رسمية تراجعه عن الترشح، وفي المقابل لم يقدم أيضا ملف ترشحه، إلا أن ما فهمناه من الحديث مع حمّار أنه يمشي خطوة إلى الأمام ولكنه يتراجع خطوتين إلى الوراء في ملف تراجعه.
وضع مالي مرعب جدا وأرقام مخيفة
ويبقى الوضع المالي مرعبا جدا في الفترة الحالية، بسبب الأرقام الواجبة من أجل ضمان الاستقرار المالي في الفترة الحالية على الأقل، وضمان عدم تدهور الفريق أمام المطالب المشروعة للاعبين بأموالهم في الفترة القادمة.
13 مليار لتسديد مستحقات اللاعبين إلى نهاية مارس
ولأن آخر مرة تلقى فيها اللاعبون مستحقاتهم المالية كانت نهاية شهر نوفمبر الماضي، فإن اللاعبين يدينون بأجور أشهر ديسمبر، جانفي، فيفري. وعلى اعتبار أن شهر مارس على الأبواب، فسيكون من أولويات الرئيس الجديد إلى غاية نهاية مارس دفع 4 أجور شهرية أي ما قيمته حوالي 13 مليار سنتيم.
3 ملايير ديون أخرى للموسم الحالي
وفي الوقت نفسه، فإن ديون الوفاق بعيدا عن الموسم الحالي وبعيدا عن اللاعبين، أي ديون التسيير العام والخاصة بالفنادق، الوكالات السياحية الخاصة بالسفريات، حقوق مدربي الفئات الشبانية، التجهيزات وغيرها من الأمور اليومية لحياة النادي تقدر بـ 3 ملايير سنتيم أخرى.
ديون النادي الهاوي تصل 15 مليار
ومن جانب آخر، فإن ديون النادي الرياضي الهاوي السابقة وديون الموسم الحالي تصل إلى 15 مليار، تخص الأموال التي لم يقم النادي بتسديدها على سبيل السلفيات، ديون المدربين السابقين (آيت جودي، مشيش، بلحوت، زكري وغيرهم)، إلى جانب ديون طواقم الفئات الشبانية الفنية والطبية، الفنادق، التجهيزات الرياضية.
أرقام مرعبة فعلا ولم تكن سوى في جوان 2008
وتبقى الأرقام الموجودة فعلا مرعبة، لأنه حتى إن كانت الديون المترتبة عن المواسم السابقة ليست إجبارية التسديد في الوقت الحالي، فإنها ستلاحق الرئيس الجديد ولو في مواسم قادمة عن طريق أحكام قضائية يلجأ إليها أصحابها. يذكر أن الوفاق لم يسبق له أن عرف مثل هذا النوع من الأرقام المرعبة من الديون، سوى في جوان 2008 حين أغلق تقريره المالي بـ 14,6 مليار سنتيم.
لا جديد في قضية مقر بومرشي
وكانت هذه الوضعية التي يعرفها سرّار جيدا، سبب استقالته رغم اعترافه بقدرته على تسيير المرحلة الحالية وإلى غاية نهاية الموسم. إلا أن التخوف الكبير من سرّار حسب تأكيده، سيكون في نهاية الموسم ويحدث هذا موازاة مع عدم وجود أي جديد في قضية مقر بومرشي.
بغير مشروع الترقية لن يقدر لها لا سرّار ولا غيره
وبالتأكيد أن إصرار سرّار على مشروع الترقية في بومرشي، سيكون الحل الوحيد للخروج من هذه الوضعية الكارثية من الناحية المالية، لأنه يعرف جيدا عوائد المشروع المالية. وباستثناء مشروع الترقية العقارية لن يقدر على هذه الوضعية لا سرّار ولا غيره، وهو الأمر الذي جعل حمّار أيضا يحتفظ بملف ترشحه حتى الآن.
ماتام يؤكد أن لا ملف ترشح وصله منذ 4 أيام
من جهة أخرى، أكد رئيس لجنة الترشيحات الحاج عبد الله ماتام أنه إلى غاية مساء أمس الخميس، ومنذ فتح مهلة الترشيحات الأحد الأخير أي منذ 4 أيام كاملة لم تتلق اللجنة أي طلب تشرح لرئاسة النادي.
وتخوف من عدم تقدم أي مرشح
وفي الإطار نفسه، فإن الوضعية الحالية تدفع إلى التخوف الكبير من إمكانية عدم تقدم أي مرشح لرئاسة النادي الرياضي للوفاق السطايفي لجمعية يوم 2 مارس. وهو الأمر الذي من شأنه أن يدخل الفريق في نفق مظلم أكثر مما هو عليه حاليا.