صرخة ضمير.
كان أعرابي يقطع الصحراء على حصانه فسمع صوت أنين رجل
يتأوه ويناديه
توقف الأعرابي وترجل عن الحصان، واقترب من الرجل الذي عبر
له عن عطشه وجوعه وضياعه في هذه الصحراء.. جلب الأعرابي زوادته.. سقى
الرجل وأطعمه، وأعاد إليه نشاطه وحيوته، ثم حادثه ووعده بإيصاله إلى
المكان الذي يريد..
]وبينما كان الأعرابي يجمع أشياءه أسرع الرجل إلى
الحصان وامتطاه وهم بالهرب به.. التفت الأعرابي سريعاً.. لم يستوعب ما
يجري.. ولم يحرك ساكناً، وإنما فقط نظر إلى الرجل مستفسراً، فما كان من
الأخير إلا أن لوح له وانطلق هارباً بالحصان، تاركاً من أحسن إليه وسقاه
وأطعمه وحيداً في تلك الصحراء
أدرك الأعرابي ما وقع فيه بعد صنيعه..
فنادى الهارب عالياً يستوقفه.. فلم يتوقف.
تابع الأعرابي نداءاته وهو يقول للّص: أريد فقط أن أقول لك كلمة.
وقد أثار فضول اللص إلحاح الأعرابي على إيصال كلمته له.. فتوقف بعيداً مستفسراً.
فقال له الأعرابي والألم يعصر قلبه:
(أوصيك ألا تروي حكايتك معي لأحد.. كي لا تموت النخوة والشهامة في صدور الناس .).
فضحك الرجل.. وفر هربا بالحصان
صارة الشهامة غريبة عن مفردات الكثيرين
ونحتاج لترويجها وتربية الجيل عليها من جديد