لهذه الأسباب تحوّلت انتقادات المغاربة إلى إشادة
الجميع يكون قد لاحظ التراجع في المواقف المغربية التي أبداها الوفد الذي زار عنابة مؤخرا، والذي كان قد أبدى انزعاجه في أول يوم له، من الإقامة التي لم تعجبه والمتمثلة في فندق ''الريم الجميل''، قبل أن تتبدل اللهجة تماما في اليوم الموالي ما طرح أكثر من علامة تساؤل، وكان هذا مراده بالأساس ما بلغ مسامع رئيس ''الفاف'' محمد روراوة الذي كان يتابع كل كبيرة وصغيرة بخصوص زيارة الوفد المغربي، على الرغم من تواجده بالسعودية آنذاك على هامش اجتماع الإتحاد العربي لكرة القدم، بأن الوفد المغربي قد أبدى ملاحظاته وانزعاجه من الإقامة بدرجة خاصة.
مصادر عليمة وجد مقربة من رئيس ''الفاف'' أكدت لنا أن هذا الإنزعاج قد بلغ مسامع هذا الأخير الذي كان متابعا لكل كبيرة وصغيرة من مكان تواجده بالسعودية، وهو ما جعله يتصل بنظيره المغربي من الجامعة الملكية ممثل في شخص رئيسها الفهري، ويؤكد له أن مثل هذه التصرفات والإنزعاجات التي أبداها الوفد المغربي ستساهم في تهييج الشارع الرياضي في كلا البلدين وسيكون لها الوقع السلبي (لا قدر الله) من خلال تكرر سيناريو أزمة مصر والتي كان السبب فيها عدم ضبط الإنزلاقات منذ البداية، وعلى الرغم من أن كلام روراوة كان بمثابة النصيحة وهي النصيحة التي أخذها الجانب المغربي بجدية لنرى الإنقلاب 180 درجة من الوفد المغربي الذي راح يمدح عنابة وملعبها إلى حد وصفهما بالجنة، وهو الإجراء الذي سيسمح لا محالة بمرور المباراة في ظروف أخوية كما يريدها الجميع. إلا أنها كانت بمثابة جرس إنذار وتحذير كما بلغنا من ذات المصادر أن رئيس الجامعة الملكية المغربية أبدى نوعا من التأسف واعدا روراوة بظبط الأمر وهو ماكان له الإنعكاس الفعلي من خلال تقلب الموقف خاصة وأن الجانب المغربي يعرف أنه سيكون الخاسر في حال تهييج الشارع على اعتبار أن المباراة ستجري في الجزائر. هذا وقد سبق للرجلان أن اتفقا على أن يقودا المباراة في الذهاب والإياب إلى بر الأمان.