عندما تهديك الدنيا الحزن فإن من الصعب أن تجد الفرح ليحل محل ذاك الأسى، فالدنيا هي سر القدر، فتارة تكون جميلة بفرحها وتارة تكون كريمة بحزنها، والقوي هو من يرسم الابتسامة رغم الدموع التي تسيل على خديه، ولكنه يندر ما يستطيع، كيف ذلك؟ والأحزان تسير مع أحلامه خطوة بخطوة، كأنها ماضيه السعيد وحاضره الأليم ومستقبله المجهول.
فها هي الدنيا تضع قيس بإختيار صعب، فهو شاب يبلغ من العمر عشرين عاماً، له شعر ذهبي يشعر بدفء الشمس، وعينان زرقاوان يوحيان بصفاء السماء، قد أحب فتاة فقيرة تدعى سلام، لها شعر شديد السواد كظلمة الليل وعيناها اللتان يتخلل سواد البؤبؤ بياضهما، كان والداه الغنيان لم يريدا له أن تتم فرحته بالزواج بها، لأنهما أرادا أن يزوجاه بابنة عمه التي لم يحبها ولن يحبها لأن قلبه مقرون بتلك الفتاة، لذلك خيراه بين الزواج بابنة عمه والبقاء معهما بغناهما، وبين الرحيل بعيداً مع تلك الفتاة لكنه لم يتردد ولو للحظة، وقرر أن يبدأ حياة جديدة مع حبيبته بعيداً عن أبويه، فمضى معها إلى المجهول تاركاً وراء ظهره أحلامه التي كانت تستحوذ على عقله منذ الصغر.
لقراءتها كاملة...