لم اريد شيء .. كما لم يريدني شيء .
كتفٌ فقط هو كل ما احتاج قبل الرحيل لأبكيني !
كيف للحياة أن تختصر نفسها أمامي في بضع مليلترات من المخدر ؟
كيف لها أن تأتي بهم كلهم .. الباقين و الراحلين ..
تحدد موقعي ما بين الحياة و الموت ، تُؤسيني بالمتروكين ورائي .. تأتي بأسمائهم بصورهم ..
بأبي .. و عين أخي الحزينة خارج غرفتي ..
بيدِ صديقتي الممسكة بي .. يشدني له .. تخشى أن يفقدني ... لا لا .. تخشى أن أفقدني ..
تأتي بصوتِ جدتي من فوق البياض ... أسمعُها تُنادي - تعالي لا تبعدي -
أرى ابتسامة بدر .. و عينيه التي تُشكل الحنين بأحن الصور ..
لكني لا أراني .. لستُ هنا ولا هناكولا نبض يُسمع !
يقول البياض | الموتُ حياةوتصيحُ الحياة : كلا !
أذكر أني كنت طفلة .. ثُم شبت !
أذكر لعبتي جيداً .. و دمية البقرة التي دامت معي مدة ستة عشر عاماً ...
أذكر شجرة اللوز الكبيرة و غصنها المتين .. كان مرتعي حين الغضب .. كان الراحة لي في حين أنه الجحيم لأميكان صوتها يأتي خائفا من تحت الشجرة - أرجوكِ انزلي -
ثم هكذا سريعاً سريعاً .. عاثَ الشيب بِخصلات شعري فَنسيتُ ملامحَ طفلتي ..
كنتُ قد أخبرتها أن تختبيء في أبعد نقطة فيَ حتى لا أجدها .. أوصيتها ألا تزعج ألا تحاول أن تُثير الشغب ولو لمرة ٍ واحدة ..
كل ذلك مردودٌ علي بالحسرة و لم تعد نفسي المهدودة تتحمل هداً آخر أبداً ..
ولا ضياعٌ يتيه ليُبشر بالنِيسان !
يقول الموت | البياض فراغو الفراغ : حديث الخائبين !
نام الغيب عني .. و لم أرى أبواباً مفتوحة أبداً .. لم أرى شمسا متفائلة ..
و لم تأتِ رياح أبدا لتضمر النار ..
تقول المسافات أن كل شيء عائد و إن مَر
فلا مأوى يأوي و لا تعبٌ ينام ،
وكل شيء متاهة
لم أضع ، لم يضيعوا
أُعييتُ | لكني لم أبكي
صحيح أني لن أكسب شي .. إذا مُت
لكني سأجدني ولو لمرةٍ ما بين الضفتين : أتنفس !
تقبلوا تحياتي
اخوكم ضلمني الحب