قارب والدها قد اقترب
قارب والدها اقترب
هناك قريب من البحر كانت تقطن تلك الطفلة ببيت صغير
كانت تقف مع بزوغ كل صباح عندذلك الصور اللذي يشرف على البحر
تكحل ناظريها برؤية القوارب
لعل قارب والدها قد اقترب
فحينها لايتخلج في النفس تعب ولا كرب...
قارب والدها اقترب
كيف لا وهو اقرب الناس إلى قلبها
وهاهو قاربه ..لقد لمحته...فأشارت بيديها الصغيرتين
أنا هنا..أنا هنا ..ياأبي...هل تراني ؟؟هل تراني؟؟
فأشار لها أي نعم...وهككذا كانت حياتها وطفولتها....
وفي يوم وقفت عند صورها...تنتظر ..وتنتظر...وتنتظر
ويمر قارب وقارب..واخر
ولكنني كنت اعلم بأنك لن تأتي
لأنك تعيش في عالم آخر
بحره مختلف وعالمه لا أعلمه بعد...
قارب والدها اقترب
حينها وعلى ذاك الصور سقطت دمعة
أشعلت البحر..جعلته مسجورا متقدا
وأخذت تصرخ وتصرخ وتنادي
لماذا تركتني؟؟ليس لي غيرك؟؟
كيف تتركني ولم ترسم لي معنى الحياة وشكلها الكامل..؟؟
قارب والدها اقترب
لم تقول لي بأن أحترس من الأنياب؟؟
لم تقول لي بأن هناك وحوش وقروش وعالم من ذئاب..
في صورة ناس بلا قلب ولاعقل ولاصواب
قارب والدها اقترب
وفي صباح ..غلبني نوما ..
بل ربماكانت عيني تهرب من واقعها ولاتريد أن تنظر فيه
استيقظت وقدتأخرت عن مدرستي
استيقظت بيدك فوق صدري
تقول لي استيقظي لقد تأخرتي
ففتحت عيني وفزعت
وناديت أبي..أبي..أبي
هل عدت ؟؟أين رحلت؟؟
بكيت وجمعت قلمي وكتبي ومضيت
حينها سررت
قارب والدها اقترب
وعلمت ياأبي بأنك قريب بجانبي
تشعر بي وتسمعني
حينها علمت بأن الله لن يضيعني
حينها علمت بأن الله معي
قارب والدها اقترب