تحيّةَ حبٍّ
تحيّةَ حبٍّ لمن خرجوا من سُجونِ الكلامِ ، وثاروا على الصمتِ ، واحتَفلوا بانتهاءِ الصممْ تحيّةَ حبٍّ لمن سَقطوا ليَروقَ الجمالُ ، وتبزُغَ شمسُ الوجودِ ، ويرحلَ ليلُ العدمْ. تحيّةَ حبٍّ لتُونُس .. وهي تُلوِّنُ بالحبِّ شكْلَ الحياةِ ، وتغزِلُ بالنُّورِ أحلى نغَمْ. قرأنا على واجهاتِ الشّوارعِ: تُونُس تُسقطُ أكبرَ طاغيةٍ في الزّمانِ وتنفضُ عنها غُبارَ العصورِ ، وتُولدُ كالضّوءِ بينَ رمادٍ ودمْ كتبْنا على صفحاتِ المواقعِ: أبناءُ تُونُس مدرسةُ الثّائرينَ ، وكليّةُ الغاضبينَ ، وأسمى الشعوبِ ، وأرقى الأُمَمْ. تحيّةَ حبٍّ لِمَنْ ذاقَ طعمَ الحقيقةِ ، طعمَ الكرامةِ ، طعمَ الحضارةِ ، طعمَ القيمْ. تحيّةَ حبٍّ لِمَن رَفضُوا .. أن يكونَ رئيسُ العَصابةِ .. رأسَ البلادِ ، وقاضيْ القُضاةِ ، وحاميْ العلمْ. تحيّةَ حبٍّ لِمَنْ رَفضُوا أن تكونَ الرّئاسةُ حقّاً من اللهِ طولَ الحياةِ ، ومن رَفضُوا أن يكونَ الرئيسُ مُجرّدَ لصٍٍّ ، وزِيرَ نساءٍ ، وراعيْ غنمْ! فيا ليتني كنتُ لافتةً في شوارعِ تُونُس ، أو ليتني كلماتُ هُتافٍ بلهجةِ تُونُس ، أو ليتني حجرٌ في يَدَيْ تُونُسيٍّ .. تَعذّبَ في سجْنهِ وانظلمْ