العشماوي يخاطب وزير الإعلام بقصيدة :
*يا وزير التثّقيف والإعلامِ ... في بلادٍ تعزُّ بالإسلامِ*
*في بلادٍ يُرفْرفُ الحقُّ فيها ... رايةً زُيّنت بخير كلامِ*
*يا وزيراً في دولةٍ شرّفتها ... خدمةُ المسجدينِ بين الأنامِ*
*شأْنها قائمٌ بآي كتابٍ ... مُحكماتٍ ، وسنّةٍ والتزامِ*
*يا أخا الشّعر والقوافي تقبَّلْ ... من أخيكَ العتابَ بعد السّلامِ*
*وتقبَّلْ نصيحةً من وفيٍّ ... واحتمل ما أزفّهُ من مَلامِ*
*أنتَ في موقعِ خطيرٍ وأولى ... بك أن تقتفي طريقَ العِظامِ*
*كم مدحْتَ الرَّسولَ مدْحَ مُحِبٍّ ... بقوافٍ جميلةِ الإلهامِ*
*لكأنّي بها تزُفُّ نداءً ... وعلى ثغرها خُلُوفُ الصِّيام:*
*أعْظَمُ المدْح للرسولِ اتّباعٌ ... واقتداءٌ به ، وصِدْقُ احتكامِ*
*يا أخا الشّعر ما عرفتُك إلاّ ... بائنَ اللُّطْفِ ناطقاً بابتسامِ*
*قِفْ معي وِقْفَةَ التأمُّل نَسْألْ: ... كيف نَنْسَى تساقُطَ الأعوامِ؟*
*كيف ننسى حقيقةً مثلَ شمسٍ ... تتهاوى بها صُروحُ الظَّلامِ؟*
*كيف نَنْسى السؤالَ في يوم حَشْرٍ ... يوم تُنْسى وشائجُ الأرحامِ؟*
*لا أبٌ ينفع ابنه حين يشكو ... ما يلاقي ، ولا صديقٌ يحامي*
*كيف نرضى بما نرى من هُبوطٍ ... وانحرافٍ وعَثْرةٍ وانْهزامِ؟*
*يترامى الإعلامُ في كلِّ دَرْبٍ ...جملاً هائجاً بغيرِ خِطامِ*
*وجهُه لم يزلْ غريباً علينا ...كصريعٍ من طُولِ شُرْبِ المُدَامِ*
*كم رأينا مذيعةً ومذيعاً ...أسْرَفا في غرابةِ الهندامِ*
*حدَّثانا بلهجةٍ أثْقَلَتْها ...فأْفآتُ الأطفالِ قبْلَ الفِطامِ*
*تشتكي منهما الفصاحةُ شَكْوى ...منْ يُلاقي إساءَةً بانتظامِ*
*.أوَما يُمكن التطوّرُ إلاَّ ...بفتاةٍ مقرونةٍ بغلامِ ؟؟*
*أوَما عندنا موازينُ دينٍ ... وحياءٍ وعفّةٍ واحتشامِ*
*كم رأينا في الصُّحْفِ قولاً رديئاً ... حَظُّ إبليسَ منه حَظُّ التَّمامِ*
*كم قرأنا فيها أقاويلَ زُورٍ .. تضرب المصلحينَ (تحتَ الحِزامِ)*
*كم رأينا في مَعْرضِ الكُتْبِ مالا .. ترتضي مثلَهُ طِباعُ الكرامِ*
*كتب الكفر والرَّذيلةِ تحظى .. بقبولٍ في أرضنا واهتمامِ؟؟*
*كيف نُعطي كرامةً لكتابٍ .. مَفْعَمٍ بالضَّلالِ والأوْهامِ ؟*
*كيف نرضى،ودينُنا دينُ طُهْرٍ .. بتَبَنّي مُلَوَّثي الأقلامِ؟!*
*أيُّ وعْيٍ،بالله، يجعل هذا .. سائغاً عندنا ، وأيُّ نِظامِ؟!*
*يا وزيرَ الإعلامِ للحقِّ وجهٌ ... مُشْرِقٌ بالهدى ورُوحِ انسجامِ*
*أنتَ - يا ابنَ الكرامِ- أَبْعَدُ عندي ... عن طباعِ المُكَابِرِ المُتَعَامي*
*كُنْ مَعَ الله فهو خيرَ مُعينٍ ... حين تصفو قلوبُنا من قَتامِ*
*قُلْ معي - يا أخي - مقالاً لنحظى ... عند خلاّقِنا بأسمى مَقَامِ :*
*مرحباً مرحباً بعلمٍ وفكرٍ .. يدفعانِ الإنسانَ نَحْوَ التَّسامي*
*ثمّ بُعْداً من بعده ألْفُ بُعْدٍ ..لأديبٍ بوهمهِ مُسْتَهَامِ*
*نحنُ أولى بأن نكون مثالاَ .. لصفاءِ الأفكارِ والأفهامِ*
*عندنا مَنْهجٌ،به تتسامى .. -لو أردنا- رسالةُ الإعلامِ!*
منقول