بدأت تحضيرات الأشقاء المغاربة من الآن لتنظيم مباراة العودة بين المنتخبين الشقيقين. وقد أكدت مصادر إعلامية من إذاعة “مارس“
المغربية أن مباراة العودة بين الجزائر والمغرب ستجرى رسميا في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية، وهذا في الوقت الذي تناقلت العديد من المواقع والصحف المغربية هذه المعلومة، ومنها موقع “ماروك فوتبال”، الذي أكد هو الآخر صحة هذه المعلومات. ويبدو أن الأشقاء المغاربة استخلصوا الدروس من تجارب الجزائريين الذين برمجوا اللقاء في إحدى أكبر المدن الجزائرية المعروفة بحبّ جماهيرها لكرة القدم بشكل عام والمنتخب الوطني خاصة.
المغاربة يعوّلون على ضغط البيضاويين
ورغم أن الجامعة المغربية كانت أعلنت في وقت سابق احتمال تنظيم مباراة العودة بنسبة كبيرة في مدينة مراكش وملعبها الجديد، إلا أنها تراجعت عن ذلك بعد مباراة أول أمس، التي أكدت أن مثل هذه المباريات ينبغي أن تلعب في أكبر المدن من حيث الكثافة السكانية والتي تعرف ضغطا جماهيريا كبيرا، وهي الميزة التي تتصف بها مدينة الدار البيضاء التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للمغرب، إذ تعرف أكبر كثافة سكانية قدرت بـ 5 ملايين نسمة حسب آخر الإحصاءات الرسمية، وهو ما جعل المغاربة يبتعدون كثيرا في مبارياتهم السابقة عن هذه المدينة بعدما خاضوا مباراة إفريقيا الوسطى بالرباط، وبعدها مباراة النيجر الودية بمراكش، لكنهم قرّروا في الأخير العودة إلى الدار البيضاء لنفس السبب، وتشكيل ضغط شديد على المنتخب الوطني من قبل جماهير الوداد والرجاء البيضاويين المتعصّبة للمنتخب المغربي.
“ڤيريتس“ كان يريد مراكش، لكن...
وبالرغم من أن المدرب البلجيكي “إيريك ڤيريتس“ كان يريد في بداية الأمر خوض مواجهة العودة في مدينة مراكش التي أصبحت تمتلك ملعبا بمقاييس عالمية، لاسيما أن العشب الذي يغطي أرضية الميدان يشكل أحسن أرضية في المغرب بأسره، وقد أكد في تصريحات سابقة وقال: “لن أغيّر اللعب في مراكش مهما كان الثمن”، لكن يبدو أنه تراجع عن قراره في آخر لحظة بعدما خضع لضغط الشارع المغربي، الذي يطالب باستقبال الجزائر بالدار البيضاء، لاسيما أن مدينة مراكش تتميّز بهدوئها الكبير، وهو ما جعلها تبقى أول وجهة سياحية في المغرب لما توفره من راحة وهدوء لزوارها، وهو ما سيساعد العناصر الوطنية على التركيز أياما قليلة قبل المواجهة المنتظرة.
يعتبرون ضغط الأنصار مفتاح الفوز
من جهة أخرى، تعتبر الصحافة المغربية والرأي العام المغربي أن مفتاح الفوز في مباراة العودة سيكون بتشكيل ضغط رهيب على المنتخب الجزائري، مثلما حدث حسبهم مع منتخب بلادهم في عنابة، لاسيما أن عروس الشرق الجزائري استقبلت وفودا جماهيرية كبيرة من مختلف الولايات وليس من عنابة فقط، وهو ما جعل الأشقاء المغاربة يستخلصون الدروس من طرف الجزائريين، الذين أصبحت لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع هذه المباريات بعد التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم لسنة 2010، بعد مواجهة المنتخب المصري ثلاث مرات في ظرف 6 أشهر فقط. وبالتالي فإن مدينة الدار البيضاء ستكون الأمثل لاحتضان مثل هذه المباراة حسب الأشقاء المغاربة.