تخيل نفسك امام قنينة من زجاج تلكمها مرة واثنتين وثلاثا، وفي كل مرة ترى خدشا
بسيطا في جانبها، يزدادهذا الخدش كلما ازدادت اللكمة ، وانت ترى تحملها وصبرها
على لكماتك المتتابعة. وبعد ان اعياها الصبر..تاتي بطرف سبابتك وتطرقها طرقة
واحدة...فتفاجا بها تتهاوى امامك وتتفتت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لم تكن الزجاجة ابدا رهن هذه الطرقة البسيطة بطرف السبابة، ولكنها كانت
نتيجة حتمية لسلسلة من الطرقات التي كانت تحاول جاهدة الصبر والتحمل
والثبات....حتى نفذ منها كل شئ.
قد تختبر شخصا اكثر من مرة..ويتجاوز الاختبار ويتحمل تبعات اخطائك ويتقبل
اعذارك مرة تلو الاخرى. وقد تتمادى في الامر معه، لكنك لم تصل بعد لنقطة
الانكسار او التفتت التي شرحناها في مثال القنينة.
الصبر له حدود وله نهاية..مثله مثل اي قيمة او عادة موجودة عند الانسان...
فنبي الله موسى عليه السلام خالف سيدنا الخضر ثلاث مرات..فقال له سيدنا
الخضر (هذا فراق بيني وبينك...)سورة الكهف.
هناك اخطاء ربما تكون مميتة او مدمرة او حتى تعمل كعمل الكهرباء....فخطا
الكهرباء هو الخطا الاول والاخير...وهو الخطا المنهي للحياة.
هناك نقاط عميقة سحيقة حد الظلمة تصل لمنتهى لايعلمه احد..لكن قد تصلها
بكلمة منك فتخرجها للنور وتحييها في الانسان..
وتخيل معي حينما تسخر بكرامة انسان او قيمته او مكانته او تحاول الاسقاط منه
على الملا او اهانته او الاستذكاء امامه او محاولة خداعه او المكر به او الضحك عليه
او ان تخذله.....كل هذه نقاط سحيقة لن يسمح لك بعدها ولو تشفع من تشفع
وحاول من حاول...
احذر ان تظن بمن صبر كثيرا انه سيستمر في صبره....فلربما تكون مخطئا....
وينتهي كل شئ في غمضة عين.