الشارع الجزائري متلهف لمعرفة قائمة لاعبي فريقهم في المونديال
: يعلن مدرب المنتخب الجزائري الثلاثاء قائمة اللاعبين الـ23 الذين سيكوّنون التشكيل الذي سيسافر إلى جنوب إفريقيا من أجل خوض غمار المونديال، وجميع الأنظار ستبقى مشدودة لمعرفة اللاعبين الذين سيختارهم سعدان للقيام بهذه المهمة التي تبدو مستحيلة.
أصبح الشغل الشاغل للجزائريين هو قائمة اللاعبين الذين سيلعبون المونديال، وقد أدركت الصحف هذا الأمر وقررت أن تلعب على الوتر الحساس، فمنذ عدة أسابيع تتنافس كل يوم على نشر قائمة اللاعبين، وهي قائمة تراجعها نفس الصحف كل يوم، فقد حددت اللاعبين الجدد الذين سيتم استقدامهم، وأولئك الذين تقررت دعوتهم للمنتخب ثم تم التراجع عن ذلك.
بل إن الصحف أيضا وصلت إلى حد القول ان المدرب رابح سعدان تصالح مع اللاعب خالد لموشية الذي يقال انه تشاجر مع المدرب بسبب عدم إشراكه في مباراة الدور الأول من كأس أمم إفريقيا الأخير، وأنه طرد من المعسكر بعد أن أقسم سعدان أنه لن يعود إلى المنتخب مجددا. ولكثرة ما كتبت الصحافة حول هذا الموضوع اقتنع الرأي العام بأن لموشية عاد إلى 'الخضر' قبل أن يخرج المدرب عن صمته لينفي تلك الإشاعات.
الرأي العام من جهته يحاول تصيد الأخبار من هنا وهناك، ويرسم في خياله معالم التشكيلة على ضوء ما يقرأه يوميا عن لاعبي المنتخب، خاصة وأن الإصابات أضحت العامل المشترك بين الكثير من اللاعبين، الأمر الذي جعل بذور الشك تتسرب إلى النفوس حول الأداء الذي سيقدمه 'الخضر' في المونديال. ذلك أن نصف لاعبي الفريق مصابون والنصف الآخر يعانون من نقص المنافسة، والمدرب ما زال يبحث عن اللاعبين بينما لم يعد يفصل عن المونديال سوى حوالي 40 يوما.
وقد شغلت اخبار الفريق القومي الجزائريين عن أخبار الساسة والسياسة، وحتى عن التعديل الحكومي المرتقب والذي أعلنت عنه بعض الصحف، على خلاف السنوات الماضية عندما كانت الصحف تنبش بحثا عن هذا النوع من الأخبار، وتسعى للحصول على معلومات بشأن الوزراء الذين سيغادرون والذين سيتحولون إلى وزارات أخرى، وأولئك الذين سيعودون أو المستوزرين لأول مرة.
ورغم أن الجزائر لم تشهد تعديلا حكوميا منذ فترة طويلة، ورغم أن هناك شبه إجماع على أنه أضحى من الضروري القيام بعملية تجميلية على الفريق الحكومي، لأن الكثير من الوزراء انتهت صلاحيتهم وأضحوا يجترون قراراتهم، على حد قول أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم المشاركة في التحالف الرئاسي، إلا أن قضية التعديل الحكومي هي آخر ما يهتم به الجزائريون في هذه الفترة التي تحول فيها المنتخب الوطني إلى أولوية الأولويات.
ويرى محمد شراق الصحافي بجريدة 'الخبر'(خاصة) أنه في الفترة الأخيرة لم يعد هناك شيء يدخل الفرحة على قلوب المواطنين إلا المنتخب الوطني، ولم يعد هناك ما يثير الاهتمام ويشد الأنظار غير المونديال القادم الذي سيشارك فيه 'الخضر' بعد غياب دام 24 عاما.
وأوضح أن عزوف الشارع عن أخبار التعديل الحكومي سببه أن هذا التعديل، سواء وقع أم لا، فلن يغير في الواقع المعيشي للمواطنين ولن يحل أزمات السكن والبطالة، لذلك فالمواطن زاهد في هذا الأمر، لأنه اقتنع بحكم التجربة أن التغييرات الحكومية السابقة أنها لا تسمن ولا تغني عن جوع، وتحول المنتخب وأخباره إلى حبوب مهدئة للشارع.
واعتبر أن الصحافة أضحت تنساق أيضا وراء 'ما يريده الجمهور' وقررت أن تتخلى عن دورها في توجيه الشارع والجمهور، فلم تعد تهتم كثيرا بأخبار التعديل الحكومي أو الأخبار الأخرى، مفضلة تلبية رغبات الجماهير، حتى لو استلزم الأمر كتابة أخبار مغلوطة أو تحويل التكهنات إلى معلومات، فالمهم هو نشر أكبر كمية من الأخبار عن المنتخب واللاعبين، حتى لو كانت غير صحيحة.