المناكيد

تكلمت فمن ذا يسمعني
فالكل يرتجف والكل نيام
وناديت بصوت قد شقت الصخور له
كأنه البرق قوام
فلما نطقت الناس قد هربت
كأن كلامي فيه إجرام
فقلت لهم قولا له شرر
كأنه سيف مهند مخدام
رأيت الكل على إثره صمت
ولم يرتفع هام وطقطقت آهام
فكان قولي يا قوم إنكم عرب
والعرب في نصرة الحق سقور وسهام
إن آباءكم بنو لكم مجدا
قاتلهم لأجله الفرس والروم
وكانوا أصحاب حق
على الصراط صاروا وقاموا
فنصروا ونصروا
فإن ظهروا فر الكل والكل أقزام
وما فرق بينهم كلام ناهق
وما ارتضو بالمنافقين إمام
وما انحنت جباههم لديب
وما كانوا كالعبيد خدام
فلم ينسهم ذكر الله شيء
وما ملت عقولهم أوهام
أما أنتم فبئس القوم أنتم
وإن فلحتم فأضغاث وأحلام
إن دينكم بريء منكم
لأنكم قوم عند الحق أبكام
متى أراد العدو بكم فتكا
دستكم أقدامه وصار نهاركم ظلام
وإن دخلوا عليكم استعبدوكم
فيوم أنتم فيه المداد وهم الأقلام
أطعتم الصليب فصرتم عبيده
وعبد الشيء يفقده السلام
كيف تعرفون النوم وحلمه
وجسمكم ينخره السل والأورام
لا أرتاح والله بي مضاضة
وقلبي تمزقه الأحزان والآلام
وإذا بقوم منهم ضحكوا
ضحك أنياب كانهم أنعام
إذاك عرفت أنهم قوم
عند الجد مناكيد ولئام
فشتان بين حجر كسير
وبين نجم مضيء لا يرام


بقلم أســ الشوق ـــير قيس