و يبقى الأمل..هو درس كان من أروع الدروس التي تعلمتها في حياتي..علمتني إياه شمعة عجيبة..و هذه حكاية..و يبقى الأمل..
تعبت قداماي من المشي في متاهات الدروب..و تعبت عيناي من النظر إلى وهج حارق يحكي جور الزمن..و تبلدت بسحب الدموع التي أحجبت رؤيتي عنك يا أملي.. تعبت أذني من ضجيج نبضات قلبي المسطرة بالأسى و الأحزان..و هي في إنتظارها الممل لك..
و بينما أنا في موعد مع الغروب..و حيرة و ألم بشعور يراودني بالهروب..أشتد التيه و أخذت أبحث عنك مابين الشرق و الغرب..و الشمال و الجنوب..بينما أنا في رحلتي التائهة إذا بشيء من السماء يهمي علي مطرا من قطرات مصهورة حارقة..كم أحرقتني تلك القطرات و آلمتني حرقتها..نظرت إليها بضجر و حزن و ألم..و لكن ضوءها و بريقها و دفئها أسرو قلبي..فأطلقت لنفسي العنان أن أكمل رحلتي معها..كم كانت عجيبة تلك الشمعة..و منظرها المقلوب أعجب حيث كانت ترتكز إلى السماء و نورها يشع إلى الأرض..كانت حرارة قطراتها أطفأت لهيب قلبي..حينما أخبرتني أنك أيها الأمل موجود..و أنت ستأتي على قدميك إلى يوما و أرتمي بين أحضانك..و لكن نبهتني لأن أشعل لك نبراس حبي و أحاول قدر المستطاع أن لا أتركه ينطفي..و أن طيفك الذي عبر من قلبك سيصبح رداء قلبي..أخبرتني أن أريح قداماي من المشي..لأنك قادم يا أملي على قدميك إلي بكل لهفة و حنين و شوق..أخبرتني أن أعزف لك نبضات قلبي بأروع الألحان..و أن أنظر إلى طيفك كلما عبر إلى خيالي بكل تفاؤل و أمل..
انصهرت تلك الشمعة و ذابت و ذابت معها دموع اليأس و أنصهر الحزن و الأسى من القلب لتحل محلها الإبتسامة الصادقة التي تملأ محياي و محياك يا أملي..
بقلمي.. أســـ الأمل ــير قيس