المنطقة المحرمة
أكثر ما أؤمن به بعد وحدانية الله أن لا حدود للحلم و أن لا حدود للخيال و أن لهما امتدادا كامتداد البحر و السماء , فقد يخيل إلي أني أغنى الناس و أنا أفقرهم وقد أرى نفسي أجمل الناس و أنا أقبحهم و ربما أوهم نفسي باني ادكى الادكياء وفي الواقع لست سوى أغبى الأغبياء و قد أطير من دون جناحين و أسبح من دون زعنفتين واجري من دون عجلتين وقد اسكن القصور و يكون منزلي من قش , واركض وسط الحقول و قد اكلم الحيوانات من دون أن تكون لي دراية مسبقة بلغتهم وقد أغرد كعصفور أو ارقص كدلفين أو أجور كاسد أو اجري كغزال وقد اقتحم عالما ليس لي فيه وقد ألج أبواب و أبواب وقد ..وقد..وقد.
قد افعل كل ما لا يخطر ببال إنسان , لكن للأسف سأجد نفسي في نهاية المطاف أحلم بكل هدا لأجل إشباع رغبة أن أعيش كل أنواع الحياة , أن أعيشها بطريقة مجنونة فقط لمجرد الشعور بالتميز على الآخرين ممن يرضون بما قسم لهم ولا يفكرون مادا كان ليحدث لو لم تكن هده حياتهم وأنها ربما تكون مختلفة والاختلاف بيني و بين هؤلاء الناس بسيط جدا وهو أنهم يملكون مالا أملك لديهم شيء لطالما افتقرت إليه ولطالما خشيت من الحصول حتى في أحلامي كان دلك هو الخط الأحمر لأحلامي الذي لا يجب تجاوزه, خط يفصل بين عالمي المجنون و بين منطقة كتب على مدخلها ( ممنوع العبور , منطقة محرمة),و بالرغم من أن الفضول لطالما شدني ودفعني لاكتشاف تلك المنطقة و عدم الاكتراث بما هو مكتوب على تلك اللافتة إلا أن شجاعتي كانت تخونني ففي كل مرة أفتح الباب بمقدار شق صغير يسطع لي ضوء قوي يكاد يعمي بصري و اسمع صوت الضحكات تتعالى , وبسرعة البرق أعاود غلقه و أنا أرتجف , غريب أمري أنا التي لم أخف طيلة حياتي من شيء ها أنا أخاف اليوم , أخاف من الضوء أخاف من الضحكات , لا في الواقع لم اخف لأجل دلك بل سبب خوفي هو ماهية دلك العالم ففي نفس اللافتة وتحت تلك الكلمات المرعبة هناك استثناء كتب عليه (إلا لمن يريد السعادة),مضحك أليس كذلك هل هناك من لا يريد السعادة طبعا أمر مستحيل لا بل هناك انه أنا, أنا من لا يريد ولوج عالم السعادة لأنني أخاف منه خوفا جما لدرجة عدم الجرأة على الحلم بهدا العالم , فالسعادة ادا هي المنطقة المحرمة بالنسبة لأحلامي و ربما السبب يكمن في خوفي من أن لا تدوم أو أن تنقلب عليا أو أخشى أن يتوقف نبض قلبي ادا عرف السعادة أو أن تتوقف عقارب ساعتي لحظة وصولي لعالم السعادة ,وفي كل الحالات ستبقى السعادة بالنسبة لي المنطقة المحرمة.