لم أعرف كيف و متى
ما أعلم أني أحببت القمر
أردت أن أنسى فما استطعت
وهل ينسى الماء والهواء والشجر
ففي كل رؤيا أرى وجهه
أرى في خيالي أحلى الصور
ويقشعر جسدي كالجبان
ويرقص قلبي رقص الغجر
وعند رؤياه تطير روحي
كما تطير الأعاصير بعض الشجر
فكم لمت نفسي لحبه
وكم قاس الفؤاد من الضجر
وكم طال تفكيري في أمره
وكم من ليل دقت السهر
إن غاب عني ولم أره
باتت بجلدي غرز الإبر
لذاك لمت نفسي
لأني له دوما مفتقر
ما كلمته عن حبي له
لكنه عرف من هذا البصر
أني مهووس به متيم
وأنه وحده يذهب عني الغير
وأنه الداء قد أصاب
وبالنفس والروح قد انتشر
ولم يترك إلا جسدا
به الفؤاد قد احتضر
وهو الدواء الشافي إذا
لقحت به لم يبقى أثر
كأني الأرض عطشانة
وهل يروي الأرض غير المطر
ناديته يوما بصوت خافت
فأجاب بصوت كنغم الوتر
فقلت انت تعلم ما بقلبي
وبشر أنا لا حجر
وإن السيل بلغ الزبى
ولو أن الصبر مكاني ماصبر
والتقى النظر النظر
واستحى مني ثم هجر
عند إذ ذهب رشدي
ولمست السحاب وعلوت القمر
بقلم عبدالصمد الدكالي