صاحـبـي قـد مـال لـي قـلبــهُ ** ساعـيا لقـُربي وطارقـا لـبـابــي
عجـبا كيـف يغْـلـُقُ لـي بابــهُ! ** وقـدْ كان مـن اقـرب الأصحـاب
كنتُ لــه مقـصدا إلـي ملجـأهُ ** وكـان لـي ملـجـأ إلـيــه ذهابــي
داويت له جُرحا فزال عذابـهُ ** فمن لي بجرح ٍقدْ صار عذابــي
قـُلب الحال وتعـددتْ أسبـابـهُ ** فأعداءُ اليوم في ألامس أحبابي
كان لي صباحا نظرا صفاؤهُ ** فتعكر الصفو من فيض الضباب
كان لي بيتـا مـزهـوا بُنيانـهُ ** فتهـدم البـيتُ وآل إلـى الخــراب
كنت له نهـرا فمني مشـربهُ ** صار لي سُما قد دُس في شرابي
كنت له وطـنا خصْبا ترابــهُ ** ومـا أظـنه ُعـاد ينـفعـهُ ترابــي
تبسم ضاحكا فبـرزتْ أنيابـهُ ** وحسبتـُهُ جائعا من سيل اللـُعاب
وفـيـا لـي لــم أزلْ أخــالـُـــهُ ** فتـبـسمـتُ له مـن غيــر حـسـاب
دنـوت ُمـنـهُ ألبـي مــــــرادهُ ** فـلـمـسـتُ مـنـه غــدر الـذئــــاب