على عتبات الذكرى كنت ابحث عن نفسي ...... فقد ضعت منذ زمن ......
سألت عني في كل مكان ..... عبثا ..... لم اترك ذكرى ...... رواية.....
قصة ...... وقصيدة ...... أو حتى كلمة ....... أو حرف ...... إلا
وبحثت هناك ...... علني أجدها ...... أو تجدني ........كتبت إعلانا
يضرب عرض الحائط .....*من يجدني ..... فليسلمني لأقرب صديق ..*, و
لكن للأسف ... لم يعثر عليٌ احد ,ولم اعثر على نفسي ..... علني أتذكر
آخر طريق سلكته ...... أو آخر يوم خرجت فيه .....حين كنا معا .... تركني
وقال انه سيعود ليصطحبني ...... ولكنه لم يعد .... نسيني , أو
تناساني ...... حاولت العودة وحدي كما دوما أعود وحدي ........
ندمت أني لم أحفظ الطريق ...... فلم يسبق أن همني أي طريق سنعود
منه ..... لأننا لم نفكر في العودة ..... أو بالأحرى لم أفكر في
....... العودة
كنا نمضي كما القلم ...... يخط ذكراه على الورق ..... لايعود
ليمسح ...... بل يمضي يخط ويرسم ...... ويحفر في الورق كلمات لن
تمحى ... و حبر لن يجف ..... و أوراق لن تبلى
كنا نمضي كالشمس ....... تعلو في السماء ...... تلاحق الغيوم .....
تشرق من بعيد ...... تواصل الارتفاع غير مباليه بطول الطريق التي
..... ستعودها وحدها في المساء
مضينا كالوقت ...... لايعود ,ولن يعود ...... تماما مثلي ......
.... لن عود .....لأنني لم اخطط للعودة
تمنيت لو تهنا معا ..... لا أن أضل الطريق وحدي ..... فمن سيبحث عني
الآن ؟ ..... من يجدني؟ ..... لا احد .... لأنيي لم أمهد لذلك ....... لم
ادع مجالا لأحد ليسأل عني ..... ليفتقد غيابي ..... صددتهم جميعا .....
وأوصدت بوجههم كل الأبواب ..... تركت بابا وحيدا ..... حسبتني
....... اكتفيت .. وظننت انه وحده يكفيني
ياترى هل تاه أيضا ....... لا ...... لم يته ...... لأنه يعلم كيف
يعود ...... تماما كما جاء ..... لقد خطط للعودة كما
المجيء ........ لا ..... لربما تاه ..... تاه عن نفسه ..... تاه عن
روحه ...... وقلبه ..... وفكره ..... لأنني كنت كل ذلك ......
كان يخبرني أنني نفسه وروحه وقلبه وفكره .... والآن بما أنني تهت .....
فقد تاه عنا ...... وتهنا عنه ..... إذا سأبحث عنه ... علني أجده بين
أركان الزمن ... سأفتش عنه ..... علني أجده يبحث عني .....أويجدني
أبحث عنه . لذا ...... يرجى ممن يجدنا ..... أن يسلمنا لأقرب
ذكرى ..... أما المكافأة ..... ,فهي ما بقي من عمري ,