غزو الجماهير بلا نهاية قريبة في ملاعب العرب بعد أحداث جديدة في تونس

لا يبدو أن ظاهرة اجتياح مشجعين لأرض الملعب ستختفي قريبا من الملاعب العربية بعدما تسبب مشجعون في إيقاف مباراة بدوري أبطال افريقيا لكرة القدم في العاصمة التونسية امس السبت.

وأوقف الحكم المالي درامان كوليبالي مباراة الافريقي التونسي مع الهلال السوداني قبل دقائق من النهاية بعدما نزل عشرات المشجعين لأرض ملعب استاد رادس بينما كانت النتيجة تشير للتعادل 1-1 وهي نتيجة كافية لخروج الفريق التونسي.

وذهب الافريقي نفسه ضحية أحداث مماثلة في استاد القاهرة في ابريل نيسان الماضي حين تعرض لاعبوه وأعضاء بعثته لاعتداءات وأصيب بعضهم إثر اجتياح أعداد كبيرة من المشجعين لأرض الملعب في مباراة الفريق ضد الزمالك المصري.

ولا تتوقف ظاهرة غزو المشجعين للملاعب على تونس ومصر وهما البلدان العربيان اللذان شهدا ثورتين شعبيتين أطاحتا بحكم رئيسين حكما لسنوات طويلة لكنها امتدت لدول أخرى بينها سلطنة عمان التي لا يزال موقف الهبوط من دوري الدرجة الأولى فيها غير واضح إثر انسحاب النصر متذيل الترتيب قبل جولتين من النهاية بعد اجتياح مماثل.

لكن الأحداث السياسية وأهمية مسابقة بحجم دوري أبطال افريقيا جعلت للمشاهد المؤسفة التي نقلها البث التلفزيوني في واقعتي القاهرة وتونس تثيران كثيرا من التساؤلات.

وحطم مشجعون أجزاء من حواجز حديدية تفصل المدرجات عن أرض الملعب في استاد القاهرة في الثاني من ابريل نيسان لينزل مئات وينالوا من كل شيء وجدوه بدءا من اللوحات الإعلانية وانتهاء بالمرميين ومرورا بالاعتداء على لاعبين من الافريقي وطاقم التحكيم الجزائري.

ويعتقد الدهشوري حرب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سابقا أن عدم استقرار الأمن سواء في تونس ومصر بعد الاضطرابات السياسية سبب رئيسي في الأزمة.

وتعاني مصر من مشاكل أمنية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك رغم عودة جهاز الشرطة للعمل بعد انفلات أمني واسع النطاق عقب تنحي مبارك في 11 فبراير شباط.

لكن تكرار استخدام الألعاب النارية والاعتداء على جماهير الفرق الزائرة قبل المباريات دفع حرب وهو لواء سابق في الشرطة المصرية للتحذير من انتشارها.

وتابع "ظاهرة نزول الجماهير لأرض الملعب لم تتكرر في مصر بعد مباراة الزمالك مع الافريقي لكن استخدام الألعاب النارية بات ظاهرة مزعجة في الدوري المحلي."

وعوقب الزمالك بخوض مباراتين على أرضه بدون جمهور في المسابقات الافريقية إضافة لمباراتين أخريين مع إيقاف التنفيذ. كما فرضت على متصدر الدوري المصري الممتاز غرامة مالية قدرها 80 ألف دولار.

لكن لا يبدو أن العقوبة التي وقعها الاتحاد الافريقي لكرة القدم قد لاقت صدى في تونس.

وتفوق المشجعون الغزاة على أفراد الأمن فحطموا هم أيضا أجزاء من حاجز يحيط بالملعب لينالوا من الحكم كوليبالي ومساعديه بعد رفض طلب المهاجم أيمن السلطاني احتساب ركلة جزاء قبل ثماني دقائق من النهاية في مشهد ليس الأول من نوعه في كرة القدم التونسية.

وتقام مباريات الدوري الممتاز في تونس التي أطاحت برئيسها السابق زين العابدين بن علي في احتجاجات واسعة في يناير كانون الثاني الماضي بدون جمهور عقب اجتياح جماهيري للملعب تسبب في إيقاف مباراة الاولمبي الباجي ومستقبل المرسى الشهر الماضي.

ويقول أنور حداد رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم إن اللعبة أخذت منعطفا صعبا في الفترة الأخيرة وإن اتحاده سيحاول إيجاد حلول في أقرب وقت للحد من ظاهرة اجتياح الملاعب.

وقال حداد لرويترز اليوم السبت معلقا على أحداث مباراة الافريقي "المشكلة تتمثل في غياب الأمن عن المدرجات.. صحيح الأمن موجود لكن ليس بالكثافة المطلوبة وسنحاول إعادة أفراد الأمن ليكونوا إلى جانب الجمهور في المدرجات. هناك انفلات (أمني) بعد الثورة."

وأضاف "الحل هو عدم حضور الجماهير في الملاعب.. هذه المباراة أظهرت أن حضور الجماهير يشكل خطرا ويساهم في حدوث أعمال غير مقبولة. هذه الأحداث تتسبب في الإساءة لكرة القدم التونسية."

ولم يحدد حداد إن كان الاتحاد التونسي سيناقش الأمر مع الاتحاد الافريقي ومتى قد يحدث هذا لكنه توقع عقوبات قاسية على الافريقي.