لن يستمر السلام طويلا في ريال مدريد ، فمع اقتراب الفريق من إنهاء الموسم بشكل جيد ، عبر هدافه كريستيانو رونالدو ، فإن الصراع المحتدم بين المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ومدير الكرة خورخي فالدانو قد بزغ من جديد.
وسجل البرتغالي رونالدو ثلاثة اهداف (هاتريك) قاد بها النادي الملكي لسحق ضيفه خيتافي بأربعة اهداف نظيفة ، ورفع رصيده من الاهداف إلى 36 هدفا في صدارة قائمة الهدافين ، واصبح على بعد هدفين فقط من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم هوجو سانشيز ، والذي أحرز 38 هدفا في موسم 1989/1990 .
واقترب برشلونة من إحراز لقب الدوري الاسباني للموسم الثالث على التوالي ، حيث يحتاج الفريق إلى نقطة التعادل فقط من ملعب ليفانتي اليوم الاربعاء لإعلانه رسميا بطلا للمسابقة ، ولكن ريال مدريد على ما يبدو كان راضيا بلقب كأس ملك أسبانيا ، الذي أحرزه على حساب النادي الكتالوني بهدف رونالدو ، قبل أن يحتدم الخلاف مجددا بين مورينيو وفالدانو.
وعلى ما يبدو فإن رئيس ريال مدردي فلورنتينو بيريز ربما سيضطر للاختيار بين أي من الرجلين للبقاء الموسم المقبل مع الفريق ، وهو الخيار الذي عمل رئيس النادي على محاولة تجنبه منذ عدة أشهر.
وتعود جذور الخلاف إلى الرفض التام مسبقا من جانب فالدانو لتولي مورينيو منصب المدير الفني ، بعد أن ظل ينتقد مورينيو طوال سنوات عديدة في عاموده ، أثناء عمله الصحفي ، قبل أن يجتمعا سويا في ريال مدريد تحت رئاسة بيريز في 2009 .
وقبل عام واحد كان فالدانو يرغب في مواصل مانويل بيليجريني مهمته في منصب المدير الفني لريال مدريد بسبب اعتماده على النزعة الهجومية ، رغم إنهاء النادي الملكي الموسم المحلي في المركز الثاني وخروجه من دوري أبطال أوروبا وكأس ملك أسبانيا.
ولكن بيريز أصر على استقدام مورينيو في عقد سخي يمتد لأربعة أعوام ، بسبب أنه أحرز لقب دوري ابطال أوروبا مع إنتر ميلان عبر الإطاحة ببرشلونة من المربع الذهبي.
وتوقع أغلب رجال الإعلام أن يستقيل فالدانو من منصبه ولكنهم تفاجئوا بعدم إقدامه على هذه الخطوة.
واسند بيريز إلى فالدانو مهمة تقديم مورينيو إلى وسائل الإعلام ، وبدأ مدير الكرة حديثه بعصبية شديدة ، وقدم اعتذاره علنية إلى الوافد الجديد على "كل هجومي اللاذع ضدك في الاعوام الماضية".
وكان وجود مورينيو بجانب فالدانو بمثابة الكيروسين الذي يحتاج إلى عود ثقاب للاشتعال ، ولكن كانت المسألة مجرد وقت ، بعد شهرين من الهدنة الدبلوماسية ، قبل أن يبدأ قنص أحدهما الأخر في الخريف الماضي.
وفي كانون أول/ديسمبر شدد مورينيو لبيريز على أن فالدانو غير مسموح له بركوب حافلة الفريق أو دخول غرفة خلع الملابس أو الفندق ، وبعدها بشهر واحد بدأ المدرب البرتغالي التكهن بإمكانية رحيله في نهاية الموسم.
وتخلى فالدانو عن كبريائه ووقف جانبا ، بل ودافع عن فورة غضب مورينيو ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدمو (يويفا) والاتحاد الاسباني وبرشلونة ، بصرف النظر عن الكراهية التي ربما يكنها لطريقة مورينيو عندما ينفرد بنفسه.
وفي الساعات الأولى من اليوم الاربعاء ، عن قصد أو بدون قصد وضع فالدانو قدمه في عش الدبابير عبر القول "مورينيو ينتهز الفرص ليتحدث متى أراد .. لقد أثيرت الكثير من الجلبة حوله وكان مهما أن يرجح جانبا دون أخر وأن يقلب المعايير".
وأحدث ايلاديو باراميس المتحدث الشخصي باسم مورينيو ، ضجة عبر القول أن "فالدانو هو متحدث باسم ريال مدريد ولكن ليس لمورينيو ، عندما يقول أن مورينيو أخذ جانبا فإنه يمازح نفسه تماما ، مورينيو سيصنع جلبة حين يريد ، وسيتحدث بشكل لا لبس فيه".
وتوجهت وسائل الإعلام بالسؤال لفالدانو ، حول ما إذا كان فرناندو هييرو النجم السابق للمنتخب الاسباني وفريق ريال مدريد سيعود إلى النادي ، بعد أن أعلن هييرو عن أنه لن يواصل عمله في منصب مدير الكرة بالاتحاد الاسباني لكرة القدم ، ولكنه رد بشكل غامض.
وسأل أحد الصحفيين ما إذا كان هييرو في طريقه لخلافة فالدانو ، ورد الأخير بالقول ، "هذا الأمر سيتم تسويته في نهاية الموسم".
وجاءت تصريحات فالدانو لتثير تكهنات حول ما إذا كان سيواصل مهمته مع النادي ، حيث أنه لا يحظى بشعبية بين الجماهير ، وأظهرت استطلاعات الرأي أن أغلب مشجعي ريال مدريد يفضلون بقاء مورينيو عن بقائه .