كما عودتكم بالمواضيع النادرة و الحصرية والتي أحاول بها اثراء ارشيف منتدانا و اثراء رصيد اعضاء المنتدى ببعض المعلومات
تعتبر الجزائر بلد المواهب الكروية الناذرة...وتواجد اللاعب الجزائري في اكبر البطولات الأوروبية ليس جديد أو وليد الصدفة وإنما منذ عقود ..وسوف نحاول في كل مرة الحديث عن لاعب أو اثنين في شكل بورتري للتعريف بهم أكثر خصوصا للأجيال الجديدة التي لم يسعفها الحظ في مواكبة عصرهم
واليوم سوف نتحدث عن نجم كبير سطع في سماء البطولة الفرنسية وتقمص ألوان اكبر واعرق الأندية هناك وكتب اسمه بأحرف من ذهب..كما إنه لم يتأخرا يوما عن نداء الوطن ومثل الخضر في أكثر من مناسبة ...إنه عبد القادر فرحاوي ...الذي يعد اكثر الاعبين الجزائريين مشاركة في القسم الاول الفرنسي متفوق على رشيد مخلوفي بمقابلة واحدة.
...من وهران الى فرنسا
*عبد القادر فرحاوي أو كادار كما يحلو للكثير تسميته..ولد يوم 29 مارس 1965 بالباهية وهران
أحب مند صغره منصب وسط الميدان وتألق فيه طيلة مشواره وكان يميل اكثر الى الوسط الدفاعي اكثر من الهجومي... كانت بدايته مع نادي صغير اسمعه غاليا لونال من سنة 1974 إلى 1981 ثم التحق بفريق مونبولي الشهير ولعب سنتين في أصنافه الصغرى و امضي أول إجازة محترفة له مع نادي مونبيلييه سنة 1983 ولعب لقاء واحد فقط مع الفريق المحترف موسم 83/84 وفي الموسم التالي لعب مع الفريق الثاني في بطولة الهواة ولعب 3 مقابلات مع الفريق المحترف...
انطلاقة صاروخية لنجم واعد
لكن الانطلاقة الفعلية لكادار في عالم الاحتراف كانت موسم 85/86 حيث أصبح أساسي في الفريق المحترف لمونبيلييه الذي كان ينشط وقتها في الدرجة الثانية ويصارع على الصعود وسجل في ذالك الموسم 5 أهداف ولعب 20 مقابلة...وفي موسم 86/87 تمكن مونبيلييه من تحقيق الصعود إلى الدرجة الأولى الفرنسية وكان فرحاوي احد مهندسي الصعود التاريخي وسجل في ذالك الموسم هدفين ولعب 26 مقابلة وكان إلى جانب فرحاوي في ذالك الموسم الأسطورة الكامرونية روجي ميلا...
ركيزة لايمكن لمونبيلييه الاستغناء عنها
وبعد الصعود استقدم رئيس النادي نيكولا عدة أسماء لامعة وأراد أن يصنع نادي كبير وأصبح مونبيلييه الحصان الأسود للأندية الفرنسية بلاعبين بارزين أمثال البرازيلي خوليو سيزار الذي واجه الجزائر في مونديال 86 و لوران بلان و لاريوس والعديد من الأسماء البارزة...ولعب فرحاوي في أول موسم له في قسم النخبة الفرنسية 30 مقابلة وسجل 5 أهداف...
وصل الى قمة العطاء والروسي روغوف يستدعيه لتمثيل الخضر
وكانت تلك الفترة تعتبر العصر الذهبي وقمة العطاء لفرحاوي حيث بدأت أخباره تصل الجزائر وقرر حينها مدرب المنتخب الجزائري آنذاك روغوف استقدامه لتمثيل الخضر وشارك في نهائيات كاس أمم إفريقيا في المغرب 1988 وافتك منصبه الأساسي وكان صاحب الهدف الوحيد ضد الزائير في الدقيقة 34..كما تألق أيضا مع الخضر في تصفيات كاس العالم 1990 ولعب المقابلتين الحاسمتين ضد مصر والتي عجز فيها منتخبنا على حجز تذكرته إلى ايطاليا...كما حقق الكأس الافرو اسياوية 1991 ضد ايران...وكانت حصيلة فرحاوي مع الخضر 11 مقابلة دولية وسجل هدف وحيد.
اهدى مونبيلييه اغلى كاس في تاريخ النادي
موسم 89/90 كانت نقطة التحول في مشوار مونبيلييه وفرحاوي حيث قرر رئيس النادي وقتها جلب نجوم كبار وتحقيق انجاز كبير حيث لعب فرحاوي إلى جانب ايريك كونتونا والكولومبي كارلوس فالديراما وبلان وباي وغيرهم وأدى موسم في القمة لعب من خلاله 30 مقابلة وسجل 5 أهداف ووصل مونبيلييه إلى نهائي الكأس حيث واجه نادي راسينغ باريس وفاز عليه بهدف فرحاوي في الوقت الإضافي وأهدى أول لقب إلى المدينة التي غرقت في الاحتفالات ومجدت فرحاوي وزملائه...
مشوار اوروبي مميز
في موسم 90/91 كانت أول مشاركة لفرحاوي وناديه في كاس كؤوس أوروبا (التي تم إلغائها سنة1999)
وكان أول ظهور لفرحاوي في الساحة الأوروبية وتمكن نادي مونبيلييه من تحقيق المفاجأة واخرج نادي اندهوفن الهولندي ونادي ستيوا بوخارست الروماني لكنه أقصي على يد العملاق منشستر يونايتد بعد أن انهزم أمامه في عقر داره 0-2 وتعادل معه في اولد ترافورد 1-1.
تغيير الاجواء نحو نادي (كان)
واستمر فرحاوي مع نادي مونبيلييه إلى غاية سنة 1993 حيث قرر تغيير الأجواء وأمضى لنادي( كان) النادي الذي عرف بداية زين الدين زيدان وكان وقتها ينشط في القسم الأول ولعب معه ثلاث مواسم إلى غاية موسم 95/96 اما موسمه الأخير مع (كان) سيئ نوع ما حيث احتل الفريق المركز 14.
وكانت الحصيلة الكاملة لفرحاوي مع نادي (كان) 103 مقابلة و7 أهداف...
عودة الى فريق القلب وحصيلة 12 موسم جعلته احد اساطير النادي
وبعدها قرر أن يعود إلى ناديه الأم والذي عرف فيه مجده وعصره الذهبي نادي مونبيلييه وكانت عودته صعبة في البداية حيث كان الفريق يلعب على تفادي السقوط وخرج من كاس اوروبا على يد سبورتينغ البرتغالي.. ولعب موسمين إلى غاية سنة 1998 وبتالي تكون الحصيلة الكاملة لفرحاوي مع مونبيلييه 12 موسم لعب من خلالها 349 مقابلة منها 292 في البطولة و33 في الكأس و12 في بطولة الرابطة المحترفة و7 في كاس أوروبا و 5 في كاس الانتر طوطو...أما من حيث الأهداف فقد سجل 41 هدف منها 30 في البطولة و6 في الكأس و3 في كاس الرابطة و هدف في كاس اوروبا و هدف في كاس الانتر طوطو وفي سجله لقب واحد هو كاس فرنسا...وبهذه الأرقام تمكن فرحاوي من حجز اسمه في قائمة أعظم اللاعبين في تاريخ مونبيلييه بجدارة واستحقاق.
تجربة فريدة مع سانت اتيان
موسم 98/99 اتصل به مسئولي نادي سانت ايتيان العريق وأمضى معهم وتم منحه شارة القائد وكان قدوة للاعبين الشبان في الفريق حيث كانت مهمته تاطيرهم وإفادتهم بخبرته الطويلة في الملاعب وكان حينها النادي في الدرجة الثانية وتمكن في نهاية الموسم من احتلال المركز الأول والعودة إلى قسم النخبة بفضل مجهودات فرحاوي وشبان الفريق الذين أعادوا الهيبة للفريق والمدينة ولعب فرحاوي في ذالك الموسم 37 مقابلة وسجل 5 أهداف ونال لقب احسن لاعب في الدرجة الثانية الفرنسية.
وفي موسم99/00 في القسم الأول بدا يتراجع مستوى فرحاوي كما أن سياسة المدرب كانت تعتمد على الشبان وبدا الموسم كأساسي لكنه بعدها فقد منصبه حيث اصبح المدرب يعتمد كثيرا على البرازيلي الاكس ولعب فرحاوي 20 مقابلة لم يسجل فيها أي هدف.
بداية النهاية واصابة اجبرته على الاعتزال
وقرر مغادرة سانت ايتيان والالتحاق بنادي راد ستار العريق الذي كان ينشط وقتها في الدرجة الثالثة وتم استقدامه في مهمة إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية وكانت المسؤولية كبيرة على عاتق فرحاوي الذي كان معول عليه كثيرا وأعطوه شارة القائد مند أول مقابلة كما كان أمامه تحدي شخصي حيث أراد ان يثبث لمسئولي نادي سانت اتيان انه لم ينتهي بعد وانه مزال قادر على الاستمرار في الملاعب ...لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..حيث اصيب فرحاوي إصابة خطيرة في الجولة 26 ولم يستطع إكمال الموسم الذي احتل فيه ناديه المركز الأخير وسقط رسميا إلى الدرجة الرابعة ولعب فرحاوي في ذالك الموسم 16 مقابلة ولم يسجل أي هدف...وكانت الإصابة التي تعرض إليها حاسمة وقرر أن يضع حد لمشواره الاحترافي الذي امتد لسنوات طويلة وسجل اسمه بأحرف من ذهب ونال احترام وتقدير الجماهير والنقاد كما انه كان يمتاز بسلوك مثالي سواء داخل أو خارج الملاعب وكان قدوة حقيقية....ومجموع الالقاب التي خرج بها فرحاوي من مشواره كانت كاس فرنسا 90 ولقب بطولة القسم الثاني الفرنسي مرتين 87 و99 وكاس الافرو اسيوية 91 ولقب افضل لاعب في القسم الثاني الفرنسي 99 وثالث افضل لاعب في تاريخ نادي مونبيلييه.
دخوله عالم التدريب لم يمنعه من مواصلة اللعب مع الاندية الصغيرة الهاوية
بعدها قرر فرحاوي دخول عالم التدريب والبداية كانت في منصب مساعد مدرب نادي( كان) سنة 2001 لكن هذا لم يستمر طويلا وانقطع فرحاوي عن الميادين وعاد سنة 2004 عبر ناديه الاول غاليا لونال كمساعد مدرب ايضا.
وفي سنة 2005 عمل في ادارة نادي سانت ايتيان وكان عضو في خلية الاستقدامات وعمل فيها موسمين
وفي نفس الفترة لم ينسى فرحاوي معشوقته كرة القدم وكان يلعب في اندية هاوية في الاقسام الدنيا الفرنسية ولعب لنادي لاطالوديار سنة 2005 ثم انتقل الى نادي فاغس في البطولة الشرفية الفرنسية...
وفي سنة 2009 اصبح مدرب صنف الكتاكيت في نادي مونبيلييه ثم في سبتمبر2010 التحق بالصاعد الجديد الى القسم الممتاز نادي ارل افينيون واصبح مساعد مدرب.
تجربته في مجال الاعلام
كما لا يجب ان ننسى ايضا ان عبد القادر فرحاوي عمل ايضا صحفي في قناة اوروسبور وعلق على نهائيات كاس امم افريقيا 2004و2006..
هذه نبذة بسيطة عن واحد من ابرز المحترفين الجزائريين وان شاء الله سوف نتطرق للعديد والعدد من الأسماء في المناسبات القادمة.