هاهو المنتخب الوطني يخرج من سباق تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 بهزيمة نكراء في مراكش ضد المنتخب المغربي رهنت حظوظ المنتخب الوطني في التأهل، هزيمة جعلت الشارع الجزائري يثور ويحمل مسؤوليتها الطاقم والعناصر الوطنية إلا أن المنتخب الوطني كان سيتعثر ويتبخر آجلا أم عاجلا لأنه غير مبني وجاهز للإستمرار والثابت وهذا لأن مشكل المنتخب الوطني عميق وأكبر من أن يحصى في مدرب أو لاعبين فقط
من يبكي على سعدان فسعدان هلكها وراح
عندما يتعثر النادي أو المنتخب يتم مسح الموس في المدرب أما عندما يفوز فيتم نسب الأمر للاعبين وعلى صعيد المنتخب لم ننكر أن الشيخ رابح سعدان كان له دور في إعادة هيبة المنتخب ولم نشكك يوما في كفاءته ومؤهلاته لكن في نفس الوقت عندما أصبح المنتخب يتراجع ويتعثر ولم يستطع الشيخ إيجاد الحل لمدة أطول وطال صبرنا وأصبحنا في كل لقاء نعجز عن تصحيح أخطاءنا وتحسين أداءنا وفك عقدة هجومنا وضبط إنضباط لاعبينا فكان من الأفضل أن ينسحب أو يتم سحبه ومن يقول أنه لم يلحق بنا العار فيكفي أن المنتخب المجهري مالاوي سحقنا بثلاثية ليأتي الدور على المنتخب المصر ليشفي فيه غليله برباعية ولن أتكلم عن الوديات لأنها ثلاثيات تحضيريات أما في المونديال الذي إنتظرناه مطولا ووقعنا في مجموعة متكافئة خرجنا بخفي حنين0هدف ونقطة يتيمة بعد24 سنة لتأتي التصفيات ونتعثر في ميداننا ضد تانزانيا وتتعقد وضعيتنا
تعيين الشونبيط الضربة التي قسمت ظهر البعير
بعد إستقالة شيخ سعدان لم نكن نتوقع أن يتم إنتداب مدرب صغير مثل بن شيخة ليس لأنه صغير في السن بل لمستواه وكفاءته وخبرته ومؤهلاته فنحن عرفنا بن شيخة مدربا عاديا في مستوى سليماني وإفتسان وليس لأنه فاز بلقب الدوري التونسي يعني أنه حقق إنجاز خرافي ويعتبر مقياس للإشراف على الخضر هذا ما صورته السخافة الصفراء لدخيل الألفية الذي إقتنع به وعينه بتزكية القدامى وسراق الأندية وأبواق اليتيمة وزاد هو في الأمر بتصريحاته وتحليلاته التي كانت تبدو منطقية وتدعو لإعادة الإعتبار للاعب المحلي وفرض الإنضباط وعندما تم إعلان الأمر لم نتوقع أن يكون مدرب رسمي بل مؤقت حسب ما فهمنا وأنه سيتم جلب مدرب كبير لاحقا لكننا سرعان ما إنصدمنا به عندما سقطنا أمام المنتخب المجهري إفريقيا العظمى وتعادل ضد المنتخب القوي جدا لوكسمبورغ ثم إستمر وجاء لقاء المغرب ونفوز بضربة حظ ويخلق لنا السكر بسبب الأداء الهزيل وسيطرة الضيوف التي لولا رحمة الله بنا وتألق مبولحي وبوزيد لأقصينا مباشرة على أرضنا لكن شاء القدر أن نقصى ضد نفس المنتخب لكن في مراكش عندما أصاب الكابران الغرور وأعلن نواياه بالفوز فأبعد عناصر ووظف عناصر وفي الأخير تلقى الصفع فبا من تدافع عليه لا عذر له أبدا
لماذا إنهزمنا في مراكش ؟
ربما الإجابات تكون متعددة لكنها تتفق في معظمها: أخطاء فردية بدائية من شارع عنتر ومغمور نيم مصطفى وعقيم المرمى جبور وبرودة دم بعض الإنتهازيين والمحسوبين على منتخبنا والتواضع الفني للكابران ..الخ ورغم أننا إنطلقنا بقوة في 20 الدقيقة الاولى حيث ضغطنا وإحتفظنا بالكرة وكدنا نخلق فرص لكن بدون فعالية ملموسة إلا أنه بعد ذلك بدأت عيوب منتخبنا تظهر وتنكشف فراغات في المحور ثغرات في الجهة اليمنى غياب تنشيط هجومي في منطقة دفاع المنافس ووسط ميدان يجري ليحتفظ بالكرة أو يقطعها لكنه لا يحضر هجمة بها في المقابل المنتخب المغربي إستطاع إيجاد الحلول وسهلت حرارة لاعبيه ومهارة بعضهم في إقتناص هدف أول ثم الثاني بعد إستغلال النشوة المعنوية فالثالث والرابع أمام أعين المفلس تكتيكيا بن شيخة وإستسلام اللاعبين إلا إستثناء البعض الذين لولاهم ولولا مبالغة العناصر المغربية لتم تسجيل الخامس والسادس وخرجنا بفضيحة
هرمنا, إرحل, الجمهور, الصحافة, اللاعبين, التكوين, روراوة, رؤساء الأندية
هرمنا من أجل منتخب يحفظ كرامتنا, هرمنا من أجل أن نخرج للإحتفال ونفرح بمنتخبنا ونفتخر به, هرمنا من أجل أن نشاهد كرة جميلة ونفوز بالأداء والإقناع والإبداع, هرمنا من أجل عناصر تبلل القميص من أجل مدرب يبكي على هذا الوطن العزيز من أجل أن يردد الجميع تحيا الجزائر ..
إرحل يا بن شيخة يا شونبيط يا كابران يا من هدمت ودمرت منتخبا وجيلا وجعلتنا عرضة للفضائح والمهازل نخسر أمام منتخبات مجهرية ونفوز بالسكر والسيروم ونتلقى رباعية بدون عذر ولا أدنى حجة إرحل يا من ثرثرت ولم تفي بوعدك لا تجاه المحلي ولا تجاه الإنضباط ولا بالعودة بالفوز
كفاك يا جمهور تبجيل وتمجيد من يتردد ويساوم منتخبنا لا تقيم من لم يحترم مشاعرنا واراد صنع إسما على حسابنا عبر عن مشاعرك برفع شعارات مناهضة وإستهجان من هو سبب في مشاكلنا قاطع الجرائد الصفراء التي تنافق علينا وكانت سبب في تدهور منتخبنا وبحثها عن مصلحتها
الصحافة الصفراء يا أيتها الأقلام المأجورة من بوحنيكة للشرور مللنا الكلام ما بين السطور والنفاق المعهود وعدم كشف المستور والتطبيل لمن هو مغمور والتقليل ممن رفض الحوار معكم، أنتم السبب في ما وصلنا إليه لا تساهمون برفع منتخبنا بقدر ما تساهمون برفع أرباحكم يا ضعاف النفوس
اللاعبين تماديتم بتكاسلكم وتهاونكم تعبثون بمنتخبنا تسهرون وتمرحون وبالمنتخب لستم حريصون شكلتم مافيا بالأنساب والأحباب إذا تم إبعاد لاعب إندلعت الفوضى وإنشقت المجموعة وتم تعمد الهزيمة وما سيناريو لقاء إفريقيا الوسطى ماهو إلا مكيدة وتمرد وإنذار لكي يتم إعادة شمل المجموعة
التكوين يا من تجاهلتك أقلام الصحفيين وأبواق المحليين وعقول المسيرين من يفكر بك سوى المحترفين والمخططين لقادم السنين أما نحن فننتظر بما تجود به فرنسا علينا، أهملناك فضاع منتخبنا بإنتهازية كونغولي وتونسي وفرنسة لاعبين وتردد آخرين فهذا هو مصير من لا يقوم بالتكوين ..
روراوة دخيل الألفية يا من دمرت مشروع سعدان 2004 وجعلت منتخبنا حقل تجارب وعثت فسادا لم تساعد الكرة المحلية بقدر ما حطمتها بعبثك وقراراتك أما على صعيد الخضر فتعيينك لمغمورين من طينة نرفاني والكابران في حقل فوضوي وما كشفه سعدان اليوم دليل على فشلك الإداري
رؤساء الأندية يا من تحاملتم على سعدان وتحاشيتم نقد الكابران لا لشيء سوى أنه خدمكم ويا من كنتم سببا في غياب اللاعب المحلي عن الواجهة بإهمالكم التكوين والقاعدة الصلبة وإهتمامكم بالربح السريع والعنصر الأجنبي الزهيد تتحملون قسط أكبر ومسؤولية عدم وجود المحلي في المنتخب .
لا يُلدغ مؤمنٌ من جحر مرتين
حذاري من تكرار الخطيئة فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، لن تكون إستقالة بن شيخة كافية لإشفاء غليلنا ولن يغير إنتداب مدرب أجنبي من طينة المستهلك تروسيه أو الفاشل مع كوديفوار حليلوفيتش من حالة منتخبنا ويصحح مشكلته العميقة والكبيرة فالمشكلة الحالية هي في رأس الهرم إنها في روراوة هذا الرجل الذي أتى ببن شيخة وواسيج ولينكس هو المعني بالإبعاد هو الفيروس الذي ينخر الكرة الجزائرية والمنتخب حاليا فإذا لم يتم إبعاد هذا الشخص من بيئة المنتخب فلن نرى النور ولا التحسن يقول البعض مناصب روراوة وقانون الباهاماس أرد عليه منصبه في الفيفا الآن يحتم عليه الخروج المبكر وبقاءه فيه سببين إما هو باقي من طرف السلطات أو هو باقي برضاه فإذا كان السبب الأول فلا حول لنا ولا قوة أما إذا كان السبب الثاني فهنا قادرون على إسقاطه لأنه هو سبب ما يحصل لمنتخبنا هو سبب الفوضى والتسيب هو من عين بن شيخة بدون إستحقاق و دفعنا ثمن ذلك كاش وهو من حطم منتخبا كان واعدا في 2004 وهل نسيتم ؟ تصريح شيخ سعدان اليوم الذي ينتقد فيه روراوة ويحمله المسؤولية تصريح جريئ من نوعه يثبت أن هناك أمور خطيرة في منتخبنا وأن هيئة روراوة إنتهت وعاثت فسادا فيكفي أنه أهمل المنتخبات الوطنية وأهمل الدوري والنوادي واللاعب المحلي ويكفي أنه حطم المنتخب الوطني حاليا ويكفينا إنتظارا وصبرا ويكفينا هدرا للوقت نريد الآن التغيير ولن نلدغ من الحجر مرتين ولن ننخدع ونهدأ لن يكون لتغيير المدرب أي منفعة مادام الجو سيء والظروف غير مشجعة والمدرب القادم لن يكون أبدا في مستوى
التحضير لبرازيل 2014 يبدأ من الآن
إنتهى جيل زياني وعنتر معهم سباق كان 2012 تبخر علينا بطوي الماضي نسيان ملحمة أم درمان وجيل عشنا معه الفرح والأحزان علينا أن ننظر للأمام للمستقبل للعمل جاهدين لإعادة منتخبنا لسكة الأمان لسنا المنتخب الوحيد المقصى حتى مصر ويمكن تونس ونيجيريا والكاميرون والمغرب لكنهم سيعودون أكيد حتى إنجلترا لم تشارك في يورو 2008 وفرنسا في مونديال 1994 لكنهم عادو بقوة لم يستسلمو ونحن الآن علينا أن نعود ونرتيب اوراقنا نصحح أخطاءنا ننظف بيتنا نقوم بتغيير شامل في تركيبة منتخبنا وإدارة منتخبنا لكي لا نقع في نفس الأخطاء ونبقى نزاول مكاننا و لهذا أول الخطوات هي :
1) إنتخابات جديدة على رأس الإتحادية : بما أن روراوة لم يعد صالحا للبقاء خصوصا بعد تقلده منصب عضو تنفيذي بالفيفا وجب القيام بإنتخابات على رأس الإتحادية لذلك لا نريد أن يتكرر سيناريو حداج مرة أخرى نريد أن نرى أسماء محترفة أمثال زطشي هؤلاء من يفهمون كرة القدم جيدا
2) تعيين مدرب كبير : منتخبات تونس المغرب والخليج ليسو أفضل منا عندما ينتدبون مدربين متميزين لذلك يجب أن يتم إنتداب مدرب ممتاز ويكون من أروبا الشرقية لإتمام مشروع برازيل 2014 ويكون من طينة بورا أو تيريم وليس من المدرسة الفرنسية أو المحلية ومدرسة أروبا الشرقية اثبتت نجاحها معنا سابقا في الثمانينات بنفس المشروع وكذلك مع منتخبات غانا والعراق وستنجح معنا خاصة أننا نملك منتخب أولمبي قادم
3) تغيير التركيبة الفنية : وهذا بإبعاد كافة القدامى والكوادر مثلما فعل لوران بلان لا نريد عنتر يحي ولا بوقرة ولا بلحاج ولا زياني نريد دم جديد وروح جديدة نريد منتخبا وطنيا معدل سنه 25 سنة ولدينا والحمد لله لاعبينا جيدين من الحاليين بالإضافة للاعبين الجدد الذين يبرزون ونجوم المنتخب الأولمبي وأتمنى من المدرب الجديد في لقاءه الأول أن يبعد كافة القدامى كسياسة واضحة لفرض الإنضباط وإزالة الشوائب وتنظيف البيت
4) التكوين والهياكل : عنصران يجب أن يتم الإهتمام بهم كثيرا نريد التكوين نريد لاعب محلي في المنتخب الوطني نحن نملك المواهب والمادة الخام لكن لا يوجد من يصقلها ويطورها يجب أن نعود للتكوين عبر بوابة الأندية وحتى المنتخبات الوطنية مثل نادي الفاف الذي ساعد منتخب -17 سنة ويجب كذلك توكيل المهام لأناس ذو كفاءات وتعيين مديرية فنية، ولأن التكوين لن ينجح إلا إذا توفرت بنية تحتية هذا ما نفتقده في وطننا ويعاني منه منتخبنا ونوادينا من ملاعب جاهزة ومرافق ومراكز للتحضير لا يعقل ان لا نملك ملعب واحد ارضيته ممتازة فعندما نرى المغرب وتونس نبكي لما وصلو اليه فنحن مركز تحضير لا نملك ومازال منتخبنا يتوجه لمركز العسكر ونوادينا لتونس او المغرب فيجب توفير بنية تحتية للعمل جيدا
5) الجمهور عليه بالتحرك : علينا نحن كعشاق للخضر بالتحرك وإنقاذ المنتخب نملك الوسائل وبما نقدر عليه من حملات فايسبوكية بما نطالب يجب أن نوصل رسالتنا للإعلاميين للمسؤولين في الملاعب بنشر لافتات ورسالات بكلمات ونداءات بمقاطعة الملاعب بجمع الأصوات وشن حملات عبر المنتديات والمواقع لإخراج روراوة واللاعبين القدامى لتعيين مدرب كبير لإنتقاد الصحفيين المأجورين علينا أن لا نبقى مكتوفي الأيدي لدينا وسائل
الخاتمة
أخيرا ماذا عسانا نقول سوى أنه علينا أن لا نستسلم وأن لا نرضى بغير خروج روراوة وإعطاء شارة تدريب المنتخب الوطني لمدرب كبير جدا لا نريد تروسيه المفلس ولا حليلوزيتش المتوسط، لا نريد بقاء عنتر وبلحاج وزياني في المنتخب لقد قدمو وتقدمو وحان تجديد الدماء وتغيير المنتخب علينا بتحضير منتخبنا للتحديات القادمة منتخب شاب مشكل من عناصر وطنية منسجمة تقدم كرة جميلة تفوز وتسجل وبهجمة منظمة يقودها مدرب داهية تحت إدارة محترفة بدون ضجيج الصحافة وعويل رؤساء الأندية فهل يتحقق هذا أم يبقى سراب من الأحلام والآمال لكن نحن الجمهور نتفاءل