عقدت إدارة وفاق سطيف، وكما كان منتظرا أمسية أمس الإثنين في قاعة الحفلات التابعة لحديقة التسلية، الجمعية العامة العادية للفريق،
والتي أصبحت استثنائية نظرا لما تخللها من أحداث هامة وطارئة متعلقة بحاضر ومستقبل الفريق... وما زادها استثناء دموع سرار، وهو يترجى أعضاء الجمعية قبول استقالته.
الانطلاقة تأخرت بـ 45 دقيقة :
عرفت الجمعية العامة التي عقدت تأخرا في موعد انطلاق أشغالها، ففور وصول رئيس الفريق عبد الحكيم سرار، لاحظ هذا الأخير أن عدد الحاضرين ينقصه 17 شخصا، حتى يبلغ النصاب القانوني اللازم والمقدر بـ43 شخصا، ما جعل أشغال الجمعية تتأخر بـ45 دقيقة، إلى حين اكتمال النصاب، حيث انطلقت مباشرة بعد بلوغ النصاب، واستمر توافد الأعضاء بعد ذلك.
سرار قدم الكلمة الافتتاحية :
وبصفته رئيس الفريق، فقد قدم سرار الكلمة الافتتاحية للجمعية العامة، والتي قدم فيها شرحاته عن الأسباب التي دفعته إلى قرار الاستقالة، والوضع الذي آل إليه هو والفريق في الفترة الأخيرة..
سرار: "أهنت في شخصي من أجل الفريق، وليس لشراء سيارة فخمة"
واستهل الرئيس سرار حديثه، بالتطرق إلى طريقة تسييره للوفاق في عز الأزمات، والمواقف المسيئة لشخصه من بعض الأشخاص، الذين كان يدين لهم بأموال، والتي كان يصرفها على النادي، حيث قال سرار في هذا الصدد: "هناك أناس أهانوني في شخصي، وتحملت ذلك من أجل الفريق لأن تلك الأموال كانت لصالح الفريق، ولم أكن أستلف الأموال لشراء سيارة فخمة أو لبناء منزل خاص بي."
"عاديت كثيرا من المقاولين بسبب الوفاق، وليس لأنهم لم يبنوا لي منزلي"
وواصل سرار حديثه في السياق نفسه مشيرا إلى أنه عادى الكثير من المقاولين ورجال المال، بسبب الوفاق وامتناعهم عن مساعدة النادي، وقال: "عاديت بزاف مقاولين بسبب الفريق، لأنهم رفضوا مساعدته، وليس لأنهم رفضوا بناء منزلي".
"هناك من ينتقدنا في الأنترنت، بسبب الغيرة"
ثم انطلق سرار للحديث عن نقطة أخرى، وهي تلك المتعلقة بالانتقادات التي يوجهها له بعض الأشخاص عبر الأنترنت، والتي أرجعها سرار إلى غيرة هؤلاء الأشخاص مما وصل إليه هو كرئيس للنادي وما وصل إليه الفريق تحت إشرافه.
"ما رانيش لاصق فيها، وكرهت من الحديث عني"
ثم أعرب سرار في هذه الكلمة، عن عدم رغبته في الاستمرار على رأس النادي، وأوضح أنه سئم سماع الحديث عنه، قائلا: "ما رانيش لاصق فيها، كرهت الحديث عني، أريد أن أخرج وأتركها لهم وأتحدث أنا عنهم مثلما يتحدث الجميع، لقد صوروني وكأنني باولو إسكوبار...هناك من يقول أنهم سيدخلوه السجن، وآخر يقول ...ماذا حدث؟
"قطعة مقر "بومرشي" ..يعطوها لنا أو لا يفعلوا، القطعة للوفاق"
ثم تطرق سرار إلى جوهر الموضوع الذي يعود إلى سبب استقالته، وهي قطعة أرض مقر النادي التي طلب سرار من الدولة منحها للفريق للاستثمار فيها باعتباره شركة تجارية، قائلا في هذه النقطة: "أرض بومرشي يعطوهانا أو لا... الأرض سيأخذها الوفاق"
"التقرير الأدبي إيجابي، وبالنسبة لي سلبي لأننا ضيعنا رابطة الأبطال"
وعن التقرير الأدبي الذي طرح في هذه الجمعية العامة، قال سرار: "التقرير الأدبي إيجابي، غير أنني أعتبره سلبيا لأننا ضيعنا أهم شيء في الموسم وهو رابطة أبطال إفريقيا، وأنا أتحمل مسؤوليتي في إقصاء الفريق في دور المجموعات، ولأننا لازلنا نلعب على الألقاب المحلية وألقاب شمال إفريقيا."
المداخيل الفعلية 59 مليار، والمصاريف 56 مليار
بعد تقديم هيشور التقرير المالي للموسم الماضي والمصادق عليه، أعلن في الجمعية العامة أمس أن قيمة المصاريف الفعلية هي 56 مليار سنتيم، في حين بلغت قيمة المداخيل 59 مليار سنتيم، وهي القيمة الفعلية في حين أن ما دخل من خزينة الوفاق الموسم الماضي هو65 مليارا، وما خرج منها هو 63.4 مليار سنتيم، ويعود هذا الفرق إلى دخول الأموال إلى الخزينة، وتسديد هذه الديون.(ترقبوا في عدد الغد نشر تفاصيل أكثر عن هذا التقرير بالأرقام).
سرار قدم الاستقالة لممثل "الديجياس" في 17:18
وفي تمام الساعة 17:18 قام رئيس الوفاق المستقيل عبد الحكيم سرار، بتقديم استقالته الكتابية لممثل مديرية الشبيبة والرياضة، وذلك بعد أن قال سرار عبارة جاء فيها: "أنا حاج، أتركوني..أريد أن أكون صادقا، وسأمنح من يريد أن يتولى رئاسة الفريق مهلة أسبوع، إلى غاية الإثنين القادم، وسنعقد جمعية عامة يومها، وإذا لم يتقدم أحد، فلا أريد أن أسمع صوت أحدهم بعد ذلك اليوم".
أعضاء الجمعية العامة يرفضون الاستقالة
وقد يبقى أعضاء الجمعية العامة مكتوفي الأيدي عقب قرار سرار الاستقالة من منصبه، حيث تدخل الرئيس السابق للوفاق ولاعب سنوات الستينيات عبد الله ماتام في محاولة لرفع معنويات رئيس الوفاق وإقناعه بضرورة التراجع عن قراره، حيث قال في هذا الصدد: "نحن نعترف بالجميل الذي قدمته للوفاق ولكل المدينة وأنك رفعت رأس كل أبناء سطيف، لذلك نطالبك بالبقاء في منصبك". هذا الكلام يعبر عن تمسك كل أعضاء الجمعية العامة برئيسهم الحالي، حيث بدا التعاطف بين كل أبناء الوفاق مع رئيسهم الذي جعل الوفاق الأفضل محليا وعربيا.
سرار يؤكد أنه مرض و"الموس لحق للعظم"
رغم إلحاح ماتام على سرار بضرورة التراجع عن موقفه، إلا أن رئيس الوفاق بدا مصرا على الانسحاب حيث رد على ماتام بالقول: "أنا احترمك كثيرا ماتام، ولكني لا أستطيع مواصلة عملي ومرضت وأقول إن الموس لحق للعظم (قالها بتأثر شديد)". سرار قال هذا الكلام وهو متأثر من الوضعية التي آل إليها الفريق كما يعكس أن قرار سرار كان عن قناعة.
5.55 سا... سرار ينفجر بكاء في القاعة
مباشرة بعد أن أكمل سرار كلامه مع الرئيس السابق للوفاق ماتام، وإذا به ينفجر بكاء تأثرا لما يحدث في بيت الوفاق، فهذه هي المرة الثالثة التي يبكي فيها سرار منذ تقلده رئاسة النادي. وقد كان الموقف مؤثرا جدا، حيث لم يتصور أعضاء الجمعية العامة أن ينهار الرجل القوي في بيت الكحلة أمامهم باكيا وهو الذي أسعد كل مدينة سطيف وأهلها من خلال الألقاب المحلية والعربية التي تحصل عليها.
صمت رهيب وسرار يغادر
مباشرة بعد هذا المشهد المؤثر، لم يحتمل سرار البقاء وغادر القاعة من شدة تأثره أمام صمت رهيب لأعضاء الجمعية العامة الذين بدورهم التحقوا برئيسهم المستقيل إلى خارج القاعة على الأقل للتخفيف عنه. ومن جهته لم يكن على ممثل مديرية الشباب والرياضة إلا الاستجابة لرغبة رئيس النادي الهاوي للوفاق حيث طالب بتشكيل لجنة لتولي شؤون النادي مؤقتا.
لجنة العقلاء لمحاولة إقناعه
بعد تأكد ممثل "الديجياس" استحالة تراجع سرار في الوقت الراهن عن قرار استقالته، طالب تشكيل لجنة سميت "لجنة العقلاء" مكوّنة من ستة أعضاء، ويتعلق الأمر بكل من ماتام رئيسا، وكل من بن قارة، شيبان، مدني، نفير وحجاج أعضاء من أجل ترتيب البيت السطايفي وإقناع سرار بالعودة إلى منصبه في الأيام القليلة القادمة.
... وتتحوّل للجنة لجمع الترشيحات
هذه اللجنة في حال فشلها في إقناع سرار بالعدول عن قراره، ستتكفّل هذه اللجنة بجمع الترشيحات لكل من يريد التقدم لخلافة سرار في الجمعية الإنتخابية المزمع إجراؤها الأسبوع القادم (هذا الاثنين حسب مصادرنا) من أجل انتخاب الرئيس الذي سيخلف سرار الذي يبدو أن قرار استقالته لا رجعه عنه وأن الوفاق سيشهد عهدا جديدا دون "حكوم".
ماتام: "بقاء سرار في مصلحة النادي والمدينة"
"سنعمل من خلال اللجنة التي أترأسها على إقناع سرار للبقاء في منصبه والتراجع عن قراره لأن بقاءه في فائدة استقرار الوفاق ومصلحة كل مدينة سطيف التي تعترف بالخدمات التي قدمها هذا الرجل للكحلة".